لا تلق بالتهديدات الجوفاء أمام أطفالك:

إنني أجد صعوبة بالغة حيال تلك القاعدة، والسبب في ذلك هو تلقائيتي الشديدة (هذا هو عذري) ففي لحظة يحدث شيء ما، وفي اللحظة التالية أنفجر ثائراً وأطلق واحداً من تلك التهديدات الجوفاء التي أعلم يقيناً أنه لا يمكن تحقيقها.

فمنذ فترة ليست بالبعيدة، هددت بمنع ابني من مشاهدة التلفاز لعام كامل. وبالطبع كان هذا التهديد غير قابل للتنفيذ، وغير متناسب مع حجم الخطأ الذي وقع من جانبه، كما لم يكن في مصلحة أي شخص. كيف يمكنك الخروج من مازق كهذا٩؟

لحسن الحظ أنني لا أطلب منك أن تكون مثلي، بل أنا أنقل لك التجارب والخبرات الناجحة التي رأيتها في الآباء الآخرين، والعديد منهم ناجحون في مهمتهم أكثر مني. وأنا أعلم عندما أقوم بخرق هذه القاعدة، كما أنني بدأت أتحسن كثيراً فيها (فيما عدا موضوع التلفاز هذا). وكما تعلم، فإن السبيل نحو تحقيق التميز في عملية تربية الأطفال هو أن يعلم المرء دوماً أن هناك الكبر الذي يحتاج لتعلمه، ويعمل على تعلمه.

المشكلة الأساسية في موضوع منع مشاهدة التلفاز لعام كامل هو أن القاعدة المعروفة الخاصة بالتهديدات نقضي بأنك لابد أن تنفذ أي شيء تهدد بفعله؛ فإذا قلت لطفلك إنه ممنوع عليه أن يقوم بإخراج المكعبات إلا بعد أن يقوم بإعادة كرات البلى إلى مكانها أولاً، فعليك أن تحرص على تنفيذ ما تقول، وإلا فلن يهتم طفلك بأي تهديد تطلقه بعد ذلك؛ لأنه صار يعلم أن تهديداتك جوفاء.

كان لي صديق اعتاد عدم تنفيذ تهديداته مطلقاً، وكانت النتيجة هي أن صار أطفاله صعاب المراس؛ منفلتين؛ وبعد أن تحدث بخصوص هذا الموضوع مع صديق حكيم قرر اتباع منهج مختلف. وقبل إحدى الإجازات العائلية هدد ابنه قائلاً:" إذا لم توقف عن سلوكك هذا فلن تأتى معنا لركوب الأمواج. غداً.

فكر الابن في نفسه قائلاً: "حقاً؟ إن والدي لا ينفذ ما يهدد به مطلقاً كما أنه لو تم منعي من الذهاب معهم بالغد فلابد أن يبقى أحدهم معي ليرعاني".

لكن ما لم يدركه هو أن والده قد أعد عدته لهذا الأمر، وبالفعل انتظر الوالد في هدوء، حتى كرر الطفل هذا السلوك. وقام بتنفيذ تهديده ولم يذهب هو أيضاً لركوب الأمواج ليبقى مع ابنه وليريه كم أنه يعني ما يقوله حقاً. وهكذا فاتت على الطفل فرحة ممارسة ركوب الأمواج، والأدهى من ذلك هو أنه اضطر لقضاء الإجازة مع أب غاضب فاتت عليه نفس الفرصة بسبب سلوك ابنه. بالطبع كان هذا التصرف ناجحاً وفعالاً، وتشجع صديقي هذا على تنفيذ تهديداته مستقبلاً.

لذا، فاحرص على تنفيذ ما تهدد به، وإياك أن تضع نفسك في مأزق التفوه بتهديد أنت تعلم أنك لا تستطيع تنفيذه. فكر قبل أن تتكلم (ملحوظة لي: لابد من أن أجتهد لتطبيق تلك القاعدة).

احرص على تنفيذ ما تقول، والا فلن يهتم طفلك بأي تهديد تطلقه بعد ذلك؛ لأنه صار يعلم أن تهديداتك جوفاء.