يعد الطلاق واحداً من أكبر الأزمات التي يواجهها الأطفال؛ وخاصة في العالم الغربي، وهذه القاعدة موجهة للآباء، الذين يمرون بعملية الطلاق (أو الانفصال). من السهل رؤية الطلاق كعملية انفصال تحدث بين طرفين كانا فيما مضى معاً ولم يعودا كذلك. بالطبع أنت تدرك أن الأطفال عامل مهم في هذا الأمر، ومع هذا فدائماً ما يتم التعامل معهم كأنهم شيء ثانوي في هذا الأمر.

الأكثر واقعية من ذلك هو أن نرى أن الطلاق عملية حدثت للعائلة كلها، والأطفال يتأثرون بها تماماً كما يتأثر بها الجميع. ورغم أنهم لا يتخذون القرار، إلا أنهم متأثرون به كالجميع.

والأهم من ذلك هو أنه على الرغم من أن الطلاق يعد من أبغض الأشياء قاطبة، إلا أن الوالدين يقدمان عليه لأنه أفضل للجميع من بقائهما معاً. أما من وجهة نظر الأطفال فهم لا يرون مطلقاً أي فائدة من انفصال والديهم عن بعضهما، وفد يبدو كأنه أسوأ الخيارات على الإطلاق.

لذا فمن الضروري للغاية أن يحاول الوالدان جعل عملية الطلاق شيئاً مقبولاً يستطيع الأطفال -الذين شاء، حظهم العاثر أن يكونوا ضحية قراراتهما -تحمله. وأهم شيء يمكن فعله لهم هو أن تحاول أن تتفق مع شريك حياتك قدر الإمكان. وأيًا كان ما تقررانه، سواء كان تقسيم المنقولات أم ما سيحدث للمنزل أم من سيتولى حضانة الأطفال أو أي شيء آخر، احرص على الاتفاق قدر الإمكان. حتى إن وجدت أن هذا الاتفاق ينتقص من حقوقك بقدر ما.

قد يكون لك الحق تماماً في الصراع مع زوجتك من أجل المال. أو المطالبة بالاحتفاظ بالمنزل. أو المطالبة بنصيب أكبر من الدخل، لكن في الحقيقة ليس أي من هذه الأمور مهمًا بقدر التوصل إلى اتفاق في حد ذاته ٠ والتوصل لأسلوب تفاهم واتفاق ودي مع شريك الحياة، وترك الفرصة للأطفال لإعادة بناء حياتهم.

قد يكون تطبيق هذه القاعدة صعباً، خاصة حين تشعر -وأنا أعلم أنك محق في هذا -بأنك واقع تحت ظلم كبير من شريك حياتك السابق، وقد يبدو الانتقام شيئاً محبباً للغاية، لكن هل يستحق أن يكون هذا على حساب أطفالكما؟ بالطبع لا. هذا هو أحد -الأمور التي تفصل بين الآباء العقلاء، وغير العقلاء. تقبل أن تقول شيئاً متسرعاً، توقف وفكر فيما إذا كان هذا القول سيساعد أطفالك حقاً. وإذا لم يكن كذلك، فلا تقدم عليه.

قد يبدو الانتقام محبباَ للغاية، لكن هل يستحق أن يكون هذا على حساب أطفالكما؟