في تربية أطفالك الترغيب أفضل من الترهيب:

تذكر حينما كنت طفلاً؟ هيا، تذكر -بالطبع أنت تذكر. والآن، فأنا أفترض أن مدرسك قال لك إنك سوف تحمل على نجمة ذهبية /شيء مميز/ حلوى / الفرصة لاختيار ما يحلو لك من خزانة الأدوات المكتبية إذا ما أحسنت الأداء في اختبار الهجاء القادم.

والآن، أفترض أنه بدلاً من ذلك قام بتحذيرك من أنك إذا أسأت الأداء فسوف يحرمك من وقت الفسحة المدرسية /يعاقبك / يمنعك من لعب لعبتك المفضلة (أو يجعلك تلعب لعبة تمقتها مرة ثانية اعتماداً على ما تفضل وما لا تفضل من ألعاب) فأي الطريقتين ستجعلك تؤدى بصورة أفضل في رأيك؟

حسناً، إذا كنت مثلى فمن الأرجح ألا تجدي أي من الطريقتين حيال اختبارات الهجاء لكني بالتأكيد كنت سأحاول بصورة أفضل، الحصول على الجائزة -وكذلك ستفعل أنت، مثل أي شخص طبيعي، وطبقاً لأحدث الأبحاث وأراء علماء نفس الطفل فإن الترغيب (الجزرة) هو أنفع الوسائل المحفزة للطفل على التعاون.

هذا لا يعنى أن عليك أن تمنح طفلك مكافأة في كل مرة يقول فعها كلمة "من فضلك" أو تدفع له المال مكافأة على ترتيب حجرته. إن مجرد إحساس طفلك بأنك لاحظت مجهوده ومعرفته بأنك تقدره يكونان كافيين في معظم الأحوال؛ لذا دعه يعرف: "كان هذا جميلاً، شكرا لك" أو" رائع، لقد رتبت حجرتك قبل حتى أن أطلب منك ذلك، ممتازاً" أو "أشكر لك جلوسك في هدوء هذا الصباح ينما كنت نائماً، وهكذا سيرغبون في تكرار سلوكهم الحميد هذا حتى يحصلوا على ثنائك مجدداً.

من المهم للغاية أن يعلموا أنك لاحظت سلوكهم الحميد؛ لذا تذكر أن تخبرهم بمدى تقديرك لسلوكهم وإلا فلن يكرروه (وسوف تستيقظ في السادسة من صباح الأحد القادم على صوت صراخهم وشجارهم).

وحين يتعلق الأمر بمناقشة الأمور المهمة معهم مقدماً، فمن المهم أن تستخدم معهم أسلوب الترغيب وليس الترهيب. مثل أن تخبر أطفالك بأنهم سوف يحصلون على العشاء الذي يفضلونه إذا ما أحسنوا السلوك في المتنزه، أو أن تعدهم بزيادة مصروف الملابس الخاص بهم إذا ما حافظوا على ترتيب حجراتهم لشهر كامل.

هذا لا يعنى أنه لا يمكن استخدام العصا (والحديث هنا بصورة مجازية بالطبع)؛ فالعقاب موجود فقط ليستخدم في حالات الهفوات السلوكية، وحتى عندئذ لابد من استخدامه مقترناً بالثواب، وهكذا يمكنك أن تغير أطفالك المراهقين بأنهم لو تأخروا عن موعد العودة إلى المنزل فسوف يعاقبون بالبقاء داخل المنزل أثناء عطلة الأسبوع، لكنهم إذا ما حافظوا على ميعاد عودتهم لشهر كامل فسوف تقوم بتأخير ذلك الميعاد بمقدار خمس عشرة دقيقة.

تتبقى لنا هنا كلمة تحذير أخيرة (لابد من شيء يصعب عليك الأمور). إنني أحذر من وضع قدر كبير من الضغوط على أحبائك بتقديم مكافآت كبيرة قد يحزن طفلك للغاية لفقدانها إذا لم ينجح. فإذا ما وعدت ولدك بشراء سيارة له أو بالسماح له بمشاركتك سيارتك إذا ما حصل على درجات عالية في الامتحان، فأنت بهذا تزيد من الضغوط الموضوعة عليه بقدر كبير.

وهكذا سينتهي به المطاف إلى تلقى العقاب مرتين: الأولى إذا أخفق أو نال درجات ضعيفة؛ لشعوره بالفشل ذاته، والأخرى لعدم الحصول على فرصة لقيادة سيارة خاصة به.