كلا، أنا لا أدعوك هنا إلى أن تخبر طفلك بأن يلكم أي شخص يسىء إليه ! إن العدوان والتنمر جزء من الطبيعة البشرية، وهو ما يحدث في كل المدارس (رغم أن بعضها يتعامل مع ذلك بشكل أفضل من الآخر)، لذا عليك أن تكون مستعداً لذلك.

لقد اتفقنا على أنه إذا ما تعرض طفلك للعدوان فإن عليك أن تفعل شيئاً حياله. أنني هنا أتحدث عن القواعد الأساسية وليست لدى مساحة الكتاب بأكمله لأتحدث عن التعامل مع العدوان والتنمر، لكن ربما تكون تلك القواعد المختصرة هي كل ما تريد[1].

عم تتحدث هذه القاعدة إذن؟

إذا ما كان طفلك يواجه _ أو سيواجه العدوان فإن أهم شىء تعلمه إياه هو التعامل مع الموقف قبل أن يتفاقم، هل تعلم السبب وراء تعرض الأطفال للعدوان؟ هناك عدة أسباب. ولقد وجد الباحثون أن ٧٠% من الأطفال يتعرضون للمضايقة والسخرية منهم بسبب مظهرهم.

بل إن واحداً من كل خمسة أطفال يقوم بإصابة نفسه بجروح، أو التهرب من الدراسة أو ادعاء المرض لتجنب الذهاب للمدرسة والتعرض للهجوم والعدوان. إنها أرقام مخيفة، أليس كذلك؟

والأسلوبان الأساسيان للتعامل مع العدوان هما على طرفي النقيض؛ فأحد الأسلوبين يدعوك إلى أن تخبر طفلك بأن عليه رد العدوان بمثله. حسناً على الرغم من أن هذا الأسلوب قد ينجح أحياناً، إلا أنه في أغلب الأوقات لن يؤدى إلا لتفاقم المشكلة. أما النصيحة الأخرى التي توجه في هذا الصدد فهي تجاهل العدوان تماماً وسوف يتوقف من تلقاء نفسه. ومثل هذه النصيحة قد يعطيها والد لولده لأنه يأمل أن تكون صحيحة، لكنها ليست كذلك. بل إن كل الدلاثل تشير إلى العكس.

ما الحل إذن؟ إن أفضل شىء يمكن لطفلك سماعه هو أن يظهر بمظهر الواثق. ويتواصل بالأعين ويقوم بإلهاء المعتدى عن طريق تغيير الموضوع. بالطبع لن ينجح هذا الأسلوب في كل المواقف. لكن إذا كان طفلك يتمتع بالثقة وقوة الشخصية ويهتم بمظهره. فهو بهذا قد قطع نصف الطريق نحو التخلص من مشكلة تعرضه للعدوان من الأساس؛ وبإمكانك أن تمده بهذه الخصال من قبل أن يواجه أول موقف عدواني عليه.

أنني لا أقول إن الخطأ خطؤك. أو خطأ أطفالك، إن تعرضوا للعدوان. وليس خطأ طفلك أنه يرتدى نظارة أو يعاني من إعاقة، لكنى أعرف أطفالاً يرتدون نظارات ويعانون من إعاقات أو تشوهات جسدية ومع ذلك لا يتعرضون للسخرية والعدوان؛ فالأمر يتعلق بعدم إعطاء الأطفال الآخرين الفرصة للاستمرار في التنمر على طفلك بالطبع. إن إعطاء طفلك قصة شعر غريبة من حين لآخر قد لا يلاحظ، لكن عمل قصات شعر غريبة غير مألوفة طوال الوقت ستجعل الآخرين يتندرون عليه. حين كنت في المدرسة كان لي زميل يطلقون عليه ” دنتين ذو الرائحة النتنة ”، ولا أعلم حتى اسمه بالكامل، لكنى أتذكر رائحته، وهي السبب الذي جعل الجميع يطلقون عليه ذلك الاسم.

إنك تستطيع المساعدة في منع طفلك من التعرض للتنمر والعدوان عن طريق تشجيعه على أن يكون:

  • وثقاً بنفسه وذا شخصية متزنة.
  • لا يعاني من زيادة في الوزن
  • حسن الهيئة (نظيفاً، مهندما، ذا أظافر نظيفة وشعر مصفف جيداً، وما إلى ذلك).

وهذه بداية جيدة. وإذا استطعت، فضلاً عن ذلك إقناع طفلك بأهمية التواصل الجيد بالأعين وعدم إظهاره للخوف. فستعرف عندها أنك فعلت شيئاً مهماً بحق لتحمى طفلك قبل أن تواجهه أي مشكلات.

ليس الخطأ خطأك، أو خطأ أطفالك إن تعرضوا للعدوان

هوامش مرجعية:

[1]   أرشح لك كتاب د. إميلى لوفجروف 'Im Being Bullied  Help" الموجه إليك وإلى طفلك أيضاً.