أنت وزوجتك كونا جبهة واحدة لتربية مثالية:

إذا طلبت من رئيسك في العمل أن يمنحك إجازة إضافية فرفض، فقد تصاب بالإحباط، لكنك سوف تنسى الموضوع؛ فأنت لا تستحق تلك الإجازة على أي حال. لكن افترض أنك بعد ذلك ذهبت إلى رئيس رئيسك في العمل وكررت طلبك فوافق عليه، إلام سيؤدى هذا الموقف؟

إنك لم تكن متأكداً وقتها مما إذا كان من المناسب أن تأخذ إجازة أم لا، لكنك متأكد من أن رأي رئيسك غير مهم كثيراً، وإذا حدث بعد ذلك أن رفض لك رئيسك طلباً، فأنت تعلم وقتها إلى أين ستذهب. بل ربما قد تتخطى رئيسك تماماً في المرة القادمة.

وفي نفس الوقت سوف يشعر رئيسك أنه محبط وأنه تم التقليل من شأنه، والأغلب أنه غاضب كذلك من رئيسه نعلم يقيناً أنه فقد احترامك له. وعلى الجانب الآخر سوف يشعر رئيس رئيسك أنه فقد احترام رئيسك وصار مستعداً لأن يتلقى منك كل طلب مستقبلي تجليه له متوقعاً أن يوافقك عليه بالطبع.

أيثير هذا حيرتك؟ لا يدهشني هذا إن حدث. إن عدم التنسيق بين الأب والأم حيال أمور الانضباط يؤدي إلى كافة صور الحيرة والإحباط وتقليل الشأن وفقدان الاحترام، وفي المثال السابق، لو أن رئيس رئيسك ساند رئيسك في قراره، لكانت الأمور قد سارت بكل بساطة.

يجب أن تعلم أنك حين تضرب بكلام شريك حياتك عُرْضَ الحائط فأنت بهذا لا تتصرف بعطف حيال أطفالك وبالتالي سيحبونك بصورة أكبر(أجل، أعترف بأن هذا هو المقصد النهائي)، وإنما بسلوكك هذا فإنك سوف تقلل من احترام الطفل لكليكما، وتقوض كذلك ثقته بكل تلك الحدود الموضوعة له.

 وحتى إذا كنت تربى الطفل وحدك؛ فهذا لا ينجيك من هذا المأزق تماماً. نسوف تنطبق طيك تلك القاعدة في كل مرة يتحمل فيها شخص آخر جزءاً من مسئولية العناية بطفلك، سواء من والديك اللذين هما معك في إجازة، أو من مربية أطفالك، أومن ذلك الصديق الذي يرعاهم بعد ظهيرة أيام الثلاثاء بعد المدرسة.

إذا ما أردتما أن يشعر طفلكما بالأمان فلابد أن ساندا بعضكما جيداً وهنا يعنى أن تقاسما لعب دور الشخص الصارم أيضاً؛ فالأمر يستحق ذلك: حيث سيشعر أطفالكما بسعادة أكبر، ورؤية أوضح للقواعد الموضوعة لهم كما سيحترمكما أطفالكما (ويحبوكما) من اجل ذلك في النهاية.

بالطبع، ليس عليكما الاتفاق على كل قاعدة صغيرة محتملة مقدماً -فعندما يتعلق الأمر بالتفاصيل فعليكما الاتفاق بأنه مهما كان ما يقوله أحدكما فسوف يؤيده الآخر ويسانده إن طلب منه ذلك "طالما نال والدك كلمة "لا" إذن فإجابة سؤالك هولا"-الشيء المهم الذي يجعب فهمه هنا هو أنه باستثناء الأشياء الكبيرة الواجب اتفاقكما عليها، فإن حقيقة اتفاقكما نفسها أكثر أهمية مما تتفقان عليه.