من الطبيعي أن يرغب ابنك في الحصول على درجات مرتفعة في المدرسة. سواء في الاختبارات النهائية أو الشهرية. وسواء كان ذلك رغبة منه في الظهور بمظهر حسن أم لأنه يحتاج للدرجات المرتفعة ليواصل دراسة تلك المادة ويتخصص فيها _ فربما يستدعى ذلك منه النجاح والتفوق أحيانا.

أبناؤك يعلمون ذلك، ومدرسوهم يخبرونهم بذلك على الدوام. وكذلك أصدقاؤهم. كما يقولون هم ذلك لأنفسهم. وهم في غنى عن أن تخبرهم أنت أيضاً بهذا. إن الضغط المبالغ فيه يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية، بل ويمكن أن يؤدى إلى ظهور مشكلات نفسية حقيقية، وأحياناً خطيرة، لأطفالك.

ما هي وظيفتك إذن؟

إنك بحاجة إلى توضيح الأمور لهم _فعندما تكون في السادسة عشرة من العمر. فغالباً ما تعطيك المدرسة انطباعاً بأن حياتك كلها ستتمركز حول نتائج الاختبارات. حسناً، من الأغلب. ألا يحدث هذا الأمر23 لقد فشلت مثلاً في جميع المواد الدراسية التقليدية (أنا كبير في السن لدرجة أنني عايشت تطبيق اختبارات المواد التقليدية)، ولم يؤذني هذا. كما أن أينشتاين فشل في اختباراته النهائية (لاحظ كيف جمعت في هذا المثال بيني وبين أينشتاين، هذا من شأنه أن يرفع حالتي المعنوية) .

أنت بحاجة للتفكير في مقدار التوتر الذي يشعر به طفلك حيال مسالة الاختبارات بأكملها؛ فعلى الأغلب يشعر ابنك بالقدر الكبير من الضغوط. حتى دون تدخل منك، لذا بدلاً من إضافة كم أكبر من الضغوط، عليك بتوضيح الأمور له. اسمع، من الصعب عليك وأنت لاتزال في المدرسة أن تجاوز بتفكيرك حدود المدرسة.

ومهمتك هي أن تؤكد لطفلك أن هناك أشياء أكثر أهمية في الحياة من الإنجازات الأكاديمية وحدها، وأن من يفشلون في الاختبارات سوف يكبرون ويصيرون أشخاصاً بالغين سعداء ذوي مكانة مرضية. نعم، إذا حققوا نتائج عالية في اختباراتهم فسيكون هذا شيئا رائعاً، لكن إذا لم يفعلوا ذلك. فلن تكون تلك نهاية العالم.

إذا كان ذلك الطفل المسكين تحت قدر كبير من الضغط، فانت بحاجة لقول شىء لكي تخفف الضغط عنه مما يوفر له فرصة أفضل للنجاح، أفضل من الإصابة بانهيار عصبي، وهذا يتضمن طمأنة طفلك إلى أنه لا ضير مما سيحدث أيا كان هذا هو ما عليك فعله.

لكن لنفترض أنك شعرت بان طفلك لا يشعر بالقدر المناسب من التوتر، وأنه لا يأخذ الأمر بجدية أو لا يدرك عاقبة أفعاله؟ في تلك الحالة عليك توضيح العواقب له دون أن تأمره بأن يجتهد أكثر في العمل أو تسأله ما إذا كان الوقت مناسباً لمشاهدة التلفاز أو الخروج مع أصدقائه. الوسيلة التي تفعل بها ذلك هي أن سأله: أما هو تقييمك لفرص نجاحك؟ هل فكرت فيما سيحدث إذا لم تنجح في اختباراتك؟".

وفي النهاية، فإن مسألة تحديد مقدار اجتهادهم هو أمر متروك لهم تماماً. إنك لا تستطيع إجبارهم على ذلك؛ فحتى لو حبست أولادك في حجرة. فهذا لن يضمن لك أنهم سيذاكرون.

لذا بدلاً من زيادة حدة الضغوط الملقاة على عاتقهم لم لا تريحهم منها؟ وتكون أنت ملاذهم، وبمجرد أن يدرك أبناؤك أنك لن تجبرهم على العمل، فالاحتمال الأغلب هو أنهم سيقبلون على العمل من تلقاء أنفسهم.

في النهاية فإن مسألة تحديد مقدار اجتهادهم هو أمر متروك لهم تماماً.