وهذا ينطبق تحديداً على مواقف الطلاق، إلا أنك قد تقع أحياناً في هذا الخطأ حين تكون علاقتك بشريك حياتك تمر بنوع من التوتر والضغط. إنك "حين تمر بفترة توتر داخلي "تكون كل مشاعرك في حالة من الحدة، لذا، سواء كنت متضايقاً بشدة أو قلقاً للغاية أو محبطاً بقدر كبير أو حزيناً بشكل لا يحتمل، فمن المرجح أنك حين تشعر بالغضب تجاه شيء ما، ستجد أن شعوراً عارماً بالغضب ستجد نفسك تستخدم كل حيلة ووسيلة متاحة لك كرد فعل لهذا الغضب.

ومن سوء الحظ أن واحدة من أقوى الوسائل التي يمكن استخدامها هي اللعب على وتر حب شريك حياتك (الحالي أو السابق) لأطفاله. أجل، أطفالكما. ربما تقيد من حرية تواجده معهم أو تسمح له برؤيتهم حين يكون الوقت غير مناسب له، أو تخبره بخططك حيال الأطفال قبل التنفيذ مباشرة، أو حتى تلقى ببعض الملاحظات الماكرة على مسامع طفلك والتي تهدف إلى الإساءة للطرف الآخر، أو أن تخبر أطفالك بأن سعادتك تعتمد عليهم وحدهم.

وربما يكون شريك حياتك هو الذي استخدم واحداً أو أكثر من هذه الوسائل ضدك. وهنا يكون الإغراء شديداً للرد بالمثل; فهو من بدأ هذا الأمر، أليس كذلك؟

لكن هل يهم حقاً معرفة من البادئ؟ أنا لا أعني بالنسبة لك، لكن هل يهم الأطفال معرفة من منكما هو البادئ؟ إن كل ما يهمهم هو أن يتوقف هذا الأمر. إنهم ليسوا بحمقى، وهم يعلمون ما يحدث، أو جزءاً منه على الأقل.

وهم يعلمون أنهم عالقون وسط هذه المعركة بين أبوين يحبانهم، والموقف بالفعل سيء للغاية ولا يحتمل هذه الوسائل الخبيثة، لكن ما لا يعلمونه هو الوسيلة التي ستعاملون بها مع هذا الصراع الخطير، إلا أنهم يتعلمون سرعة عن طريق مشاهدتكما وأنتما تتصارعان. 

هل أنت واثق من أنك هكذا تعلمهم ما تود حقاً أن يتعلموه؟

من العسير للغاية تجنب ممارسة هذه الأساليب حين يكون الطرف الآخر-الشريك الحالي أو السابق -يستخدمها بالفعل لكن لابد أن تقاوم الإغراء لابد من الاحتفاظ بالقواعد الأخلاقية دون خرق (انظر القاعدة ٨٨ من كتاب قواعد الحياة). نعم، هذا عسير للغاية، إلا أنه مهم كذلك، وأنت أب عاقل وبمقدورك القيام بهذا. بل لابد من القيام به. واجه كل حيلة خبيثة بالهدوء والاحترام والأمانة والنزاهة. تصرف بصورة تجعلك فخوراً بنفسك.

هل يهم من البادئ؟ أنا لا أعنى بالنسبة لك، بل هل يهم الأطفال معرفة من منكما هو البدائ؟

مرت صديقة لي والتي لحسن الحظ تصادف أنها كانت أما عاقلة تتبع قواعد التربية السليمة بوقت عصيب مع زوجها. وفي يوم ما جاء إليها ابنها ذو الأربعة عشر عاماً وأخبرها بأن والده يعتزم شراء دراجة سباق نارية له في عيد ميلاده، في الوقت الذي كان الوالدان قد اتفقا على أنهما سينتظران حتى يبلغ عامه الثامن عشر.

كانت تلك حيلة من جانب والده؛ لتشويه صورتها والتقرب من الابن. بالطبع كانت محبطة وفكرت للحظة في أن تخبر ابنها برأيها في هذ ا الوالد الحقير، لكنها بدلا من نلك لم تقل شيئا للابن، وهوما تطلب منها مجهوداً هائلاً للسيطرة على نفسها، وتحدثت مع الوالد على انفراد. وباستخدام الدبلوماسية الشديدة. وبينما كانت تجاهد لتمنع نفسها من الهجوم عليه، قامت بحل الموقف واتفقا على أن يحصل الابن على الدراجة في سن السادسة عشرة، على أن يقوم الأب باصطحابه لسباقات الدراجات النارية مرة كل شهر.

ما هو المقابل؟

سوف يفهم طفلك يوماً ما كما آمل-أنك فعلت هذا من أجله. كما أن هذا سوف يقوي من علاقتك بأطفالك، وأهم شيء أن هذا سوف يجعلهم أسعد بكثير، وبالتأكيد فإن هذا الشعور أفضل بمراحل من تلك المتعة المؤقتة التي تحصل عليها جراء حصدك نقاطا على حساب الطرف الآخر.