عامل أطفالك باحترام

إنني أعرف إحدى الأمهات التي دائماً ما تأمر ابنها مستخدمة عبارات من قبيل: "تناول غداءك"، "اركب السيارة"، "نظف أسنانك"، ولاد سمعتما منذ يومين تشكو من كيف أنها تجد صعوبة بالغة في تعليم أطفالها كيف يستخدمون كلمات مثل "من فضلك" و"أشكرك". الأن، لابد أنك ترى موطن مشكلتها مثلما أراها، لكنها عاجزة إلى الآن عن رؤيتها.

والسبب في هذه المشكلة بسيط إلى حد كبير؛ فالأطفال عليهم أن ينفذوا ما تأمرهم به، أما الكبار فلا يمكن إجبارهم؛ لذا فأنت تسألهم بلطف، في الوقت الذي تأمر فيه الأطفال بأن ينفذوا ما تريد. المشكلة أن الأطفال لا يرون الأمر على هذا النحو؛ فهم لا يلاحظون كيف تتحدث مع الآخرين (فالأطفال لا يستمعون على أي حال)، وهكذا فهم يتحدثون معك بنفس الطريقة التي تتحدث أنت معهم بها.

إذا كان أطفالك متعقلين فسوف يطلبون منك أن تأخذ في الاعتبار ما تفعل، بالإضافة إلى ما تقول كذلك. إذن ألا تلوم أطفالك على عدم التصرف برقة؛ ذلك لأنهم استوحوا ذلك منك أنت، بل يجب عليك في الواقع أن تهنئهم على الاحتذاء بك في سلوكياتهم !

إن أطفالك يستحقون الاحترام؛ فهم بشر قبل أي شيء

 إن أطفالك يستحقون الاحترام؛ فهم بشر قبل أي شيء. والأهم من ذلك هو أنك لن تحصل منهم على الاحترام قبل أن تظهره أنت لهم أولاً. هذا لن يقوض من سلطتك عليهم، وسرعان ما سيتعلم أطفالك أن عبارات من قبيل: "اغسل أسنانك من فضلك" أو "هلا تفضلت بإعداد المائدة؟" قد تبدو في ظاهرها كطلبات، إلا أنها في حقيقة الأمر أوامر يجب اتباعها. وهكذا ستعلمهم السلوكيات المقبولة بأفضل وسيلة ممكنة -عن طريق تقديم القدوة لهم.

ليست السلوكيات الطيبة فقط هي التي يمكن تعليمها لأطفالك عن طريق تقديم القدوة؛ فعليك كذلك ألا تخرق أي وعود وعدتهم بها، أو تكذب عليهم (باستثناء عندما تتحدث عن وجود سانتا كلوز)، أو تتفوه أمامهم بالسباب إذا لم ترد أن يحذوا حذوك.

وإذا فعلت هذه الأشياء فكأنك تقول لأطفالك بكل وضوح (إن لم يكن بكلمات صريحة أيضاً) إنهم أقل شأناً من الآخرين ولا يهموك في شيء. لكننا نعلم أن هذا ليس صحيحاً، لذلك دع أطفالك يعلموا ذلك أيضاً.

إذا ما كنت تحب أطفالك أكثر من أي شخص (ما عدا شريك حياتك بالطبع)، فهم يستحقون منك الاحترام أكثر من أي شيء أخر. وليس أقل. وهكذا سيتعلمون كيف يعاملون الآخرين باحترام أيضاً وهذا هو حل مشكلة “ما الذي حل بتلك الأجيال الصاعدة؟".