افترض أن طفلك المراهق قد ارتكب كافة الأخطاء، حسناً وأنا أعلم أنه من العسير تقبل هذا. افترض إذن أنه قد أقدم على ارتكاب واحد أو اثنين منها وأن الأمور ازدادت سوءاً؛ فليس باستطاعته أن يرفض الانسياق مع أصدقائه، أو افترض أنه أصيب بمرض عن طريق تعاطي مواد مخدرة. أو أنه على وشك الطرد من المدرسة. هل تفضل أن يأتي إليك لطلب النصح أم لا؟

بالطبع أنت تفضل هذا-لا جدال في ذلك، فأنت ترغب حقاً في مساعدته، لكن هل أنت واثق من أنه سيخبرك لاحقاً؟ كيف سيقرر ما إذا كان سيخبرك أم لا؟ والإجابة هي: سوف يحكم على استجابتك بناءً على ما حدث في مواقف سابقة حين حدث أن أرتكب خطاً ما – أخطاء تافهة على الأرجح؛ مثل تلك المرة عندما سكب الطلاء على سجادة حجرة النوم، أو تلك المرة التي أخبرك فيها أنه سيعود من الحفل في سيارة أحد أصدقائه ثم علمت بعدها أنه تطفل لركوب سيارة شخص غريب.

ماذا كان رد فعلك وقتها؟ هل صحُت به وملأت الدنيا صراخاً وأنت تخبره كم أنه خذلك وأنك لن تثق به بعد الآن مطلقاً؟ أم أنك ناقشت الأمر معه بجدية وهدوء وشرحت له سبب قلقك؟

قد يكون الصراخ والصياح وإخبارك له بانه خذلك من حقك، لكن سيكون له أثر معاكس تماماً لما تريد؛ فإذا أردت أن يقصدك ولدك حين تكون لديه مشكلة ما، فلابد أن يكون مدركاً أنك سوف تتعامل مع الأمر بجدية. لكن دون أن تصيح به وتعنفه. فد لا يعجبك هذا، لكن هذا هو حال الأمور. لابد أنك كنت تشعر بنفس الشيء حين كنت مراهقاً؛ فإذا كان والدك يكثر الصياح بك فإني أراهنك على أنك لم تخبرهما بنصف ما أخبر به صديقك_ ذو الأبوين الهادئين_ و|لديه.

إن طفلك على الأرجح يعلم أنه ارتكاب شيئاً خاطئاً غبياً بالفعل، وفد يكون شاعراً بالخزي والحرج منه، وهو في هذه الحالة ليس بحاجة إلى أن تصيح به وتزيد من إذلاله. إنك إن تصرفت بهدوء ولم تقلل من شأنه، فقد يكون ممتناً لك بحق، وهذا يضع نقاطاً في صالحك في المرة التالية التي تحدث فيها مشكلة أخرى.

تذكر. سوف يحكم أطفالك على رد فعلك من خلال الطريقة التي تستجيب بها نحو المشكلات الصغيرة التي تظهر اليوم وغداً والشهر التالي. وبمجرد وصول أبنائك لسن معينة، لابد أن نتغير طريقة تربيتك لهم تماماً فلا يمكنك أن تواصل إخبارهم بما عليهم فعله وما عليهم تجنبه. لابد أن تتحول لدور المرشد، الناصح، وعندما يبلغ-أبناؤك سن الثامنة عشرة سيكون. بمقدورك معاملتهم كأشخاص بالغين.

بالطبع ما داموا في منزلك ستكون قواعد المنزل هي السائدة على الجميع، وهذا ينطبق على الجميع سواء كانوا أصدقاءً لك أم حتى والديك. ليس لديك أي سيطرة على ما يفعله أبناؤك بحياتهم. لذا لا تتظاهر بهذا الأمر. وهذه الحقيقة ستنطبق عليهم -بمجرد وصولهم إلى منتصف فترة المراهقة، لذا توقف عن الصراخ وابدأ في التحدث معهم كأشخاص بالغين. قد يكون هذا صعباً لكنه الأسلوب الوحيد الناجح.

بمجرد وصول أبنائك لسن معينة، لابد أن تتغير طريقة تربيتك لهم تماماً.