ها قد وصلنا إلى أصعب القواعد، فما نريده نحن كآباء هو لأن نجعل الأمور طيبة لأطفالنا، فإذا ما جرح أحدهم نفسه، فنحن نقبله ونتمنى له الشفاء، وإذا وقع في مشكلة، نأمل أن يحلها، وإذا كان طفلنا حزينا نحتضنه، وإذا أساء أحدهم معاملته، نتدخل لإصلاح الأحوال.

 لكن أحيانا ما يضطر أبناؤنا لمواجهة مواقف صعبة بحق، دون أن نكون قادرين على حلها لهم، ومجرد شعورنا بأننا عاجزين عن المساعدة هو أمر سيئ للغاية، فمن أسوأ الأشياء في الحياة أن ترى ابنك يعاني دون أن تكون قادراً على إنهاء معاناته، لكن هذا قد يحدث، فحين يموت أحدهم، لا يمكنك إعادته مهما كان طفلك يحبه ويفتقده. أحيانا ما يكون ولدك مصاباً بمرض لا يمكنك فعل شيء حياله، أو قد تكون انفصلت عن شريك حياتك ولا يستطيع التواجد حين يرغب في هذا.

من المهم لأطفالك أن يتعلموا الدرس التالي: الأزمات تقع، وأحياناً لا يمكن لأي شخص عمل شيء لحلها. قد يكون تعلم مثل هذا الدرس صعباَ حين تكون صغيراً في السن، ومشاهدتك لأطفالك وهم يتعلمونه قد يمزق نياط قلبك، لكن لابد لهم من تعليمه، إن عاجلاً أم أجلا، ولا يوجد بيدك ما تفعله إذا ما واجهوا موقفا مماثلا في حياتهم. وكل ما بيدك فعله هو أن تواسيهم خلال هذا الموقف، لكنك لن تكون قادرا على أن تمنع عنهم الألم.

هذه القاعدة، إذن، تتمحور حول حقيقة أنه ليس بيدك شيء تستطيع فعله؛ فالخطأ ليس خطأك دوماً، ولا يمكن لأي شخص آخر، لو كان في مكانك. أن يفعل شيئاً حياله؛ فهذه عثرة مفاجئة. لا أكثر. لا تُلم نفسك بسببها لأنك لا تستحق هذا؛ فالموقف ذاته صعب بما يكفي، وربما تمر أنت نفسك بنفس الألم، إضافة إلى مشاهدة طفلك وهو يعاني، وأنت لست بحاجة لأن تزيد الأمر سوءاً عليك. فقط هون على نفسك.

إنها مجرد عثرة مفاجئة، لا أكثر.

وتذكر، إن طفلك لا يتوقع منك أن تقوم بمعجزات؛ فهو ليس غبياً وهو يعلم أنه لا يوجد بيدك ما تفعله. كل ما يمكنك فعله له الآن هو أن تمنحه حبك وحنانك، وهذا ما عليك فعله لا أكثر. وهذا على الأرجح سوف يخفف عنكما ولو قدراً قليلاً.