كلا، ليست تلك المسائل المتعلقة بحياتك أنت العاطفية والزوجية: آمل أن يكون توجهك نحوها صحيا بالفعل. إنني أعنى بحديثي هنا الحياة العاطفية بصفة عامة وحياة أبنائك المراهقين بصفة خاصة.

ربما ليس لديهم حياة -عاطفية بالفعل (أواثق أنت من هذا؟) لكن هذا سيحدث عاجلاً أم آجلاً. وحري بك أن تأمل أن تكون حياتهم العاطفية آمنة سعيدة مشبعة — لا أن تكون حياة قذرة خبيثة فوضاوية (إنها غالياً ما تكون فوضاوية).

 ما العامل الذي من شانه أن يمد ابنك بخبرة طيبة؟ أجل، الثقة الكافية لتأجيل تلك الخبرة الأولى حتى يصير مستعداً وأن يتعامل مع الأمر بدون حساسية؛ فكلما كان ابنك على وعى بأساسيات الحياة العاطفية استطاع التعامل معها بصورة طيبة حين يحين الوقت المناسب.

يمكن القول بانه كلما تحدثت أكثر عن مسائل الحياة العاطفية (والمخدرات والكحوليات والتدخين وما شابه) صار طفلك المراهق أكثر قدرة على اتخاذ قرارات ناضجة صائبة حيالها حين يأتي الوقت المناسب لذلك، ولكن حتى أكثر الآباء تفتحاً يجدون أن إثارة مثل هذه الموضوعات من أبنائهم يند أمرا غاية في الصعوبة ويسبب الإحراج للجميع. لكن عليك أن تثبت لطفلك أنه من الطبيعي مناقشة مثل هذه الموضوعات الحساسة؛ وذلك لأهميتها الفائقة في حياته.

سوف تمد المدرسة ولدك بالكثير من المعلومات حول أمور الحياة – وهذا ينطبق على كل من التعليم الرسمي وأصدقائه كذلك – إلا أن الشيء الذي يعلمه هو أن الحب يرتبط كذلك بالمشاعر الإنسانية الأخرى، ودورك هو أن تخبه بهذا دون انتظار أن تقوم به المدرسة.

هذا لا يعني إجبار طفلك المراهق على الجلوس والتحدث بصورة رسمية عن شئون الحب. لقد حاولت فعل هذا مع أحد أبنائي، وبعد نهاية الحوار سألته عما إذا كان يرغب في معرفة أي شيء آخر فقال لي: "كلا يا والدي، وعلى أي حال لقد تغيرت الأمور منذ أيامك “، شعرت بالدهشة والانزعاج لهذا الرد ولم أفعل هذا ثانية.

لا ضير من إجراء محادثة رسمية حول هذا الموضوع ما دمت استطعت فعل هذا دون حرج، لكن لا بد من إثارة هذا الموضوع وعدم تجنبه، وقد يحدث هذا مثلاً أثناء مشاهدة فيلم أو بعد قراءة قصة جديدة، وبدلاً من محاولة التهرب من الموضوع في حضور طفلك حاول أن تشركه في الحديث واسأله عن رأيه، ولا تنس أن تتمتع دوماً بوجهة نظر مسئولة، واحرص على إخبار طفلك بأن الحب دوماً جزء أساسي من الحياة وأنه لا بد من التعامل مع ما يتعلق به من أمور بكل حذر.

احرص على أن تتمتع بوجهة نظر مسئولة.