لا أحد يحب الفشل، إلا أن الفشل في عيون الأطفال قد يبدو أسوأ بمراحل من الفشل في عيون الكبار. ومن المحزن أن نرى أن بعض الأطفال قد يقدمون على الانتحار خوفاً من الفشل في الاختبارات، في الوقت الذي قد لا ننظر نحن الكبار للفشل في الاختبار إلا كعثرة بسيطة.

من المحتم أن يتعرض طفلك للفشل في شيء ما، إن عاجلا أم أجلاً. ربما يكون طفلك قادراً على اجتياز الاختبارات المدرسية بصورة رائعة.

إلا أنه يفشل في اختبار القيادة، أوفى الالتحاق بفريق كرة القدم. أو يقال له إنه لا يستطيع الانضمام إلى فرقة غنائية يكونها أصدقاؤه لأنه لا يستطيع الغناء معهم في توافق (لقد مررت شخصياً بهذا الموقف).

قد لا ترى أنت في هذا الفشل نهاية العالم، لكن سبب وضع هذه القاعدة وسط قواعد الأزمات هو أن طفلك قد يرى في هذا الموقف أزمة وكارثة حقيقية، وإذا ما فشل طفلك في اختبار المرحلة الثانوية، فربما صارت تلك أزمة لك أيضاً.

لكن حتى إن كنت تشعر بالراحة في داخلك لفشل ابنك في الالتحاق بفريق الرجبي، فيجب عليك أن ترى الأمور من وجهة نظره إن أردت أن تساعده على التأقلم مع الفشل.

إذا قلت لطفلك إن الأمر لم يكن مهماً حقاً، وأنه ليس بهذه القيمة، وأنه يستطيع المحاولة مجدداً. وأنه توجد أشياء أخرى يستطيع القيام بها...

فأنت تخبره ضمنيا بأن مشاعره غير صحيحة وأنه لا يجدر به من الأساس أن يكون متضايقاً. إن التقليل من مشاعره سوف يجعله يشعر بالوحدة والألم، وسوف يجعله هذا يفكر نفسه قائلاً" آه، بالطبع، يا لي من سخيف! فالأمر لا يهم حقاً.

ما الذي يفترض بك فعله إذن؟ هل ستخبر طفلك بأن له الحق في الشعور بالألم والحزن وأن تلك هي نهاية العالم؟ ليس تماماً، لكن شيئاً مقارباً لهذا يجب أن تعطي الفرصة لطفلك للتعبير عن مشاعره بحرية وأن تخبره بأنك تتفهم مقدار الألم الذي يشعر به، وأنك غير مندهش لشعوره هذا. كن متعاطفاً معه ومتفهماً لمشاعره. أنت تعلم كيف تعبر عن هذا من خلال احتضانه ومناقشة الأمر أثناء شرب قدح من الشاي.

وربما تتناولان بعض البسكويت بالشكولاتة إذا كان موجوداً، أو ربما يشتري له غشاءه المفضل. وكل ذلك لتبين له أنك بالفعل تفكر فيه. وبعد السماح له بالاستغراق في مشاعره البائسة لفترة معينة. سيكون مستعداً بعدها لتجاوز مستنقع اليأس الذي علق به. وحين يصير مستعداً لذلك، ستكون أنت بجواره لتساعده وتوضح له البدائل -لكن فقط حين يصير مستعداً لسماعها.

سواء كان الأمر يتعلق بطفلك ذي السنوات الخمس -الذي لم يستطع الانضمام لحفل اليوم الرياضي-أم ابنك ذي السبعة عشر عاماً الذي فشل في الالتحاق بالكلية التي يريدها، فإن عليك أن تشارك ابنك رؤيته، مادام يرى الأمر كأزمة حقيقية.

إن التقليل من مشاعر طفلك سيجعله يشعر بالوحدة والألم.