للمراهقين أسرار خاصة لا ينبغي عليك معرفتها. بالطيع أنت تعرفها كلها، وربما كان هذا هو ما يقلقك، إلا أنك لو بقيت جاهلاً بها فلربما صرت أسعد حالاً.

خذها كلمة ثقة مني: إن ابنتك معها زملاء من الفتيان في المدرسة دون شك، كما أن ابنك المراهق قد يشاهد المجلات الإباحية، ولقد جرب التدخين ولو مرة واحدة، كما آن أصدقاءهما عرضوا عليهما المخدرات بكل تأكيد، لكنك لن تجد أي أدلة على ذلك إذا بحثت أو فتشت في غرفهم. هل ارتحت الآن؟ ممتاز.

الآن ليس هناك حاجة لتفتيش غرفتهما وقراءة يومياتهما السرية.

إنك لن تجد شيئاً مريباً لم يجده الآلاف من الآباء من قبلك. بل إنك لن تجد شيئاً لم يجده والداك أنت في حجرتك. ما الذي ستفعله إذا وجدت شيئاً إذن؟

هل ستواجه أطفالك؟ لا أظن هذا، فهكذا سوف تفسد العلاقة بينكما بشكل شديد وبدلاً من ترك أشيائهم الخاصة تحت الفراش سيبقونها تحت ألواح الأرضية بعد ذلك.

ربما يجدر بك التفكير في الأشياء التي كنت تخفيها وأنت مراهق ولم تكن تريد أن يعلم والداك عنها شيئاً. بل ربما لا تزال، إلى اليوم، تحتفظ بأشياء لا تجد في نفسك القدرة على إخبار والديك بها. أترى في مشكلة حقيقية بسببها.

وهذه هي النفطة المهمة بحق؛ فإذا ما تقبلت ما يخفونه عنك على أنه امر طبيعي، فسوف يتحدثون معك دون أن يخافوا من أن يكون رد فعلك غير عقلاني.

لا جدوى من الإفراط في القلق؛ ففي هذه المرحلة لابد أن تعتمد على ما عملتهم إياه عبر الاثنتي عشرة سنة الماضية أو ما نحوها؛ -كلما صعبت الأمور عليهم، كانت ردود أفعالهم أكثر صعوبة  لذا لا تضايقهم.

كما أن لعدم قيامك بالتفتيش تحت فراشهم أو قراءة يومياتهم جانباً إيجابياً آخر وهو أن هذا من شأنه أن يقوي علاقاتك بهم؛ فسوف يحترمونك لأنك تحترم خصوصيتهم (في الواقع لن يصرحوا بهذا)، وكذلك لأنك تتمتع بنظرة واقعية حديثة تجعلك تسمح لهم بمواصلة حياتهم كمراهقين طبيعيين دون تدخل منك.

للمراهقين أسرار خاصة لا ينبغي عليك معرفتها. بالطبع أنت تعرفها جميعاً، وربما كان هذا هو ما يقلقك.