الجرب

 

    مرض جلدي معد يسببه طفيل الجرب البشري (sarcoptes scabiei, var. hominis) وينتقل بالاقتراب اللصيق. تمثل العلاقة الجنسية إحدى الوسائل الأساسية لنقل المرض لما توفره من اقتراب لفترة كافية. وُجد أن انتشار الجرب بين المصابين بالأمراض المنقولة جنسيا أعلى مقارنة بالجمهور لذا ضُم إلى تلك المجموعة من الأمراض.

 

الطفيل المسبب (شكل رقم1)

     حشرة دقيقة الحجم لا يمكن رؤيتها باللعين المجردة إذ يبلغ طولها 0,3 مم لها أربعو أزواج من الأرجل المفصلية تمكنها من الحركة بسهولة على سطح الجلد وبسرعة نسبية تبلغ 2,5 سم/الدقيقة. تعيش الأنثى داخل خندق تقوم بحفره داخل طبقة الجلد القرنية وتضع فيه بيضها الذي يفقس عذارى تتطور لتصل لمرحلة الحشرة البالغة التي تقابل ذكر الحشرة على سطح الجلد ويتم التزاوج ثم تقوم ببناء عش الزوجية في صورة خندق جديد ومن ثم تتكرر دورة الحياة بنفس الطريقة.

 

العـــدوى

     تتم العدوى بانتقال أنثى الحشرة من المصاب للسليم ويتطلب ذلك الاقتراب لفترة تكفي تحرك الحشرة من المصاب للسليم فلا تكفي المصافحة مثلا لتقل العدوى. ينتشر الجرب بصورة كبيرة في الظروف التي تكرس التكدس والزحام مثل مجتمعات العشوائيات والسجون ومعسكرات اللاجئين. توفر العلاقة الجنسية شروطا مثالية لانتقال العدوى، لذا شاع الجرب بين المصابين بالأمراض المنقولة جنسيا. المعروف بين الجمهور أن الجرب مرض يرتبط بإهمال النظافة الشخصية (حتى إن البعض يستخدم كلمة جربان في السباب)، وقد أثبتت الدراسات الوبائية خطأ الفكرة فالمرض ينتشر طالما توافرت له شروط الانتقال بغض النظر عن النظافة، وقال أحد الظرفاء أن الجرب مرض ديموقراطي لا يفرق بين شخص وآخر أيا كان مستواه الثقافي أو الاجتماعي. يمكن انتقال المرض عن طريق الملابس والملايات وأغطية السرير، ومن المعروف إن طفيل الجرب يستطيع أن يبقي حيا لمدة ثلاثة أيام بعيدا عن الجسم وتستغل تلك الملاحظة في تطهير الملابس التي لا تتحمل الغسيل في درجات الحرارة العالية بتركها دون استعمال لمدة أربعة أيام.

 

الأعـــراض

  يستغرق ظهور الأعراض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة تبدأ بحكة جلدية تزداد شدة ليلا خاصة عند دخول السرير وعقب الاستيقاظ مباشرة.

   تتوضع الإصابة في الأماكن الناعمة من الجلد مثل الرسغ والمنطقة الأُنسية من الذراع والإبط والبطن والأعضاء التناسلية والإليتين والفخذ، ولا يصيب الجرب الوجه وراحة اليدين وأخْمَص القدمين (ما عدا في الأطفال الرضع). يختلف شكل الإصابات ما بين حبيبات حمراء صغيرة وفقاعات ويمكن للخبير رؤية خندق الطفيل ويبلغ طوله 1-2 مم مع خدوش من أثر الحكة الشديدة. في كثير من الأحيان تنتشر العدوى لباقي أعضاء الأسرة والمخالطين عقب ظهورها لدى المصاب بفترة وجيزة. رغم تواجد طفيل الجرب خارج الجسم فإن إفرازاته تثير جهاز المناعة الذي يستجيب ويتحسس الجسم للإفرازات مسببا الحكة التي هي من أهم أعراض المرض، تستغرق عملية التحسس أسبوعين ويفسر ذلك تأخرها تلك المدة بينما تظهر الحكة خلال يومين لو سبق للمريض الإصابة.

     بمرور الوقت تظهر عقيدات (حبوب أكبر وأكثر عمقا مقارنة بالحبوب) مسببة حكة شديدة تسمى " عقيدات الجرب"، تتوضع على الأعضاء التناسلية خاصة وقد تظهر في أي مكان آخر. قد تتشابه عقيدات الجرب مع القرحة الأولية لمرض الزهري ويمكن للخبير تفرقتهما لاختلاف الأعراض المصاحبة لكل منهما. لا تستجيب عقيدات الجرب للعلاج بمضادات طفيل الجرب وقد تحتاج للحقن الموْضعي بالكورتيزون.

     تختلف الصورة الإكلينيكية للجرب في حالات العوز المناعي حيث تتميز بالانتشار على كل سطح الجلد مسببةً قشوراً كثيرة واحمرار سطح الجلد وهو ما يُطلق عليه التهاب جلدي قشري(Erythroderma).

 

العـــلاج

     يستجيب الجرب بسرعة للعلاجات الموضعية مثل مرهم الكبريت 5% أو مستحلب بنزوات البنزويل (benzyl benzoate) أو كريم البرمثرين (Permethrin) ويستغرق من يومين إلى ثلاثة كما يمكن علاجه بجرعة واحدة من أقراص أيفرمكتين (Ivermectin) تكرر مرة ثانية بعد أسبوع ولضمان نجاح العلاج يراعى تعقيم الملابس المستعملة قبل بدء العلاج بوضعها في كيس مغلق لمدة أربعة أيام حتى لا يتلفها الغسيل بالماء الساخن ويمكن غلي ملاءات السرير وتوضع الأغطية ( اللحاف والبطانية) في الشمس، ويراعى أن يتم علاج جميع أفراد الأسرة في نفس الوقت سواء ظهرت عليهم الأعراض أو لم تظهر.