أعراض السيلان في الرجل

      تظهر الأعراض بعد العدوى بفترة زمنية تسمى مدة الحضانة، تختلف حسب نوع الميكروب المسبب، فتبلغ 3-5 أيام في السيلان الجونوكوكى، وأسبوعا إلى أسبوعين في حالات الإصابة بالكلاميديا. تبدأ الأعراض بالشعور بألم أثناء التبول (حرقان) مع خروج إفراز مستمر من فتحة قناة مجرى البول، وخلال اليوم الأول تكون كمية الإفراز قليلة، مخاطية القوام ثم تزيد كميته اعتباراً من اليوم الثاني فيصبح غزيرا غليظ القوام ذا لون أصفر مائل للاخضرار (صورة رقم 1). وإذا لم تعالج الحالة (بسبب إهمال المريض أو خجله) تستمر الأعراض بنفس الشدة لمدة عشرة أيام ثم تبدأ في النقصان تدريجيا حتى تختفي أو تكاد، ويكون المريض في تلك المرحلة الأخيرة معديا لغيره بالرغم من قلة الأعراض التي يشعر بها وتسمى تلك المرحلة "مرحلة الكمون".

تتشابه أعراض السيلان غير الجونوكوكى مع أعراض السيلان الجونوكوكى ألا أنها أقل حدة منذ البداية كذا يكون الإفراز مخاطيا معرقاَ ببعض الصديد ويوصف ذلك النوع من الإفراز بأنه "مخاطى صديدى".

إفرازات قناة مجرى البول في الذكور

لا شيء يثير فزع الرجال مثل نزول إفراز من فتحة قناة مجرى البول حتى وإن لم يصاحبها أعراض أخرى، ومن المعروف أن الإفرازات قد تكون طبيعية أو مرضية (السيلان).

الإفرازات الطبيعية في الرجال

1-المَزْي: سائل رائق شفاف مخاطي القوام يخرج من فتحة قناة مجرى البول الأمامية أثناء الإثارة الجنسية سواء صاحبها انتصاب أم لا. تفرز غدد ليترى Littre المزي كوسيلة لتنظيف قناة مجرى البول الأمامية من اثأر البول تمهيدا لاستقبال السائل المنوي فيما بعد.

2-الوَدْي: سائل غليظ القوام لونه أبيض مائل للصفرة يخرج من فتحة قناة مجرى البول الأمامية عند الحزق أثناء التبرز أو في نهاية البول. يتكون الوَدْي من إفرازات غدة البروستاتا المخزونة نتيجة عدم التصريف المنتظم بالجماع أو الاستحلام وينظر إليه كإفراز زائد عن الحاجة.

يتساءل البعض عما إذا كان نزول أي من الإفرازين يوجب الاغتسال واستفتينا العلماء في ذلك فأفادوا بأنه ينقص الوضوء ولا يسبب الجنابة.

أعراض السيلان في المرأة

يصيب السيلان في المرأة قناة مجرى البول وعنق الرحم في البداية ومن ثم ينتقل فيما بعد إلى باقي أجزاء الأعضاء التناسلية مثل قناة فالوب وغدد بارثولين. تتمثل الأعراض الأساسية في إفراز مهبلي أصفر اللون غليظ القوام أو إفراز مماثل يخرج من فتحة قناة مجرى البول يصحبه الشعور بحرقان أثناء التبول.

لا تلفت الأعراض نظر المصابة في معظم الأحيان (70%) لعدة أسباب أهمها، اعتياد الكثيرات نزول إفرازات مهبلية بحيث لا تنتبه المصابة إلى تغير طبيعة الإفراز أو كميته، كما أنها قد لا تستطيع مشاهدة إفراز قناة مجرى البول لاختلاطه بباقي الإفرازات فلا تتمكن من تحديد مصدره. في كثير من الحالات تكون إصابة الطرف الأخر بالسيلان أول مؤشر لإصابة المرأة بالمرض. وهكذا تختلف الأعراض بين الجنسين: فتكون واضحة ظاهرة للعيان في الذكور، بينما تكون كامنة في الإناث مما يؤدي إلى التأخير في العلاج والمساهمة في نشر المرض؛ ولذا يجب دائماَ فحص المخالطين للمريضة أو المريض.

الإفراز المهبلي

   يظهر الإفراز المهبلي بصفة عاديه عند معظم الإناث وتختلف بينهن كميته وطبيعته من حيث اللون والقوام والرائحة، كذا تختلف تلك الخصائص في نفس الشخص من وقت لآخر. وتنقسم أسباب الإفراز المهبلي إلى قسمين رئيسيين: إفراز فيسيولوجي (طبيعي) وباثولوجي (مرضى) وقد ينتج الأخير عن أمراض لا علاقة لها بالاتصال أو عن أمراض منقولة جنسياَ.  

مضاعفات السيلان

تتشابه المضاعفات في كل من السيلان الجونوكوكى وغير الجونوكوكى ويمكن تقسيمها إلى مضاعفات موضعية تصيب الجهاز البولي والتناسلي ومضاعفات عامة تحدث في باقي أعضاء الجسم.   

المضاعفات العامة

نادرة الحدوث وتتشابه في الجنسين.

1-انتشار الجونوكوك عن طريق الدم (التسمم الدموي) يصيب (1%) من مرضى السيلان وينتج عنه التهاب المفاصل وطفح جلدي على هيئة نقط حمراء صغيرة تغطيها قشور سوداء. والنساء أكثر عرضة للإصابة بتلك المضاعفات بالمقارنة بالرجال وعادة ما يبدأ الانتشار في فترة الحيض نتيجة لسهولة تسرب الميكروب من خلال الأوعية الدموية للرحم (التي تكون مفتوحة أثناء الطمث) إلى مجرى الدم.

2-طفح جلدي.

3-التهاب المفاصل: يتورم المفصل المصاب وترتفع درجة حرارته ويشعر المريض بألم أثناء الحركة. وقد أمكن عزل الجونوكوك من الدم وسائل المفصل كذا من الطفوح الجلدية المصاحبة.

 

4-الرمد الصديدي الجون وكوكي يصيب حديثي الولادة حيث تتم العدوى أثناء الولادة، وقد تسبب التهاب العين الجون وكوكي في الماضي في كثير من حالات فقد الإبصار(العمى)، وقد أصبح تقطير عيون الطفل بمضاد حيوي عقب الولادة من الإجراءات الروتينية تحسبا لأي عدوى. وفي البالغين يمكن أن ينتقل الميكروب من الأعضاء التناسلية للعين بواسطة الإصبع أو عن طريق منشفة ملوثة.

5-خراج بالأنسجة المحيطة بالكبد.

6-التهاب الغشاء المبطن لعضلة القلب وصماماته.

7-التهاب الأغشية السحائية للمخ.

 

المضاعفات الموضعية في الرجال

1-خراج بالقضيب يحيط بقناة مجرى البول: نتيجة تسرب الميكروب من الغشاء الطلائي إلى الأنسجة المحيطة به.

 

2-التهاب مزمن في غدد ليترى Littre's glands المتصلة بقناة مجرى البول حيث يكمن فيها الميكروب مسبباً إفرازا بسيطاً يتجمع في قناة مجرى البول خاصة بعد فترات الامتناع عن التبول لعدة ساعات (أثناء النوم مثلاً)، وقد يحتاج الأمر للضغط على القضيب كي يبرز الإفراز من فتحة البول. وعند فحص البول في كأس زجاجية يمكن مشاهدة خيوط مخاطية صديدية رفيعة عالقة به.

 

3-التهاب قناة مجرى البول الخلفية: إذا تأخر علاج المريض أربعة أيام بعد ظهور الأعراض يمتد الالتهاب إلى قناة مجرى البول الخلفية والجزء المجاور لها من المثانة. يصحب التهاب قناة مجرى البول الخلفية تغيراً في الأعراض، فيشعر المريض بالرغبة الدائمة في التبول ويزداد الإحساس بحرقان التبول وتزيد صعوبته، وقد يذهب المريض للتبول ليتخلص من بضع نقاط قليلة من البول ثم يشعر بالرغبة في التبول مرة ثانية بعد دقائق. وتُعزى تلك التغيرات لالتهاب التريجون (Trigone) (جزء من المثانة يتصل بقناة مجرى البول وهو شديد الحساسية). بوصول الميكروب للقناة الخلفية ترتفع احتمالات امتداد العدوى إلى كل الأعضاء الأخرى المتصلة بها مثل البروستاتا والحويصلات المنوية والبربخ.

 

4-التهاب البروستاتا: يمر الميكروب من قناة مجرى البول الخلفية إلى البروستات خلال فتحات الغدة ليحدث التهابا قد يكون حادا ولكنه في أغلب الأحوال مزمن.

 

5-التهاب الحويصلات المنوية يصاحب عادة التهاب البروستاتا وله نفس أعراضه بالإضافة إلى شعور بألم أثناء القذف ونزول سائل منوي مدمم (مختلط بالدم).

 

6-التهاب البربخ والخصية: يتسرب الميكروب من قناة مجرى البول الخلفية إلى البربخ مسبباً التهاباً حاداً سرعان ما يمتد إلى الخصية. يشعر المصاب بآلام شديدة في منطقة كيس الصفن مع تورم وزيادة كبيرة مفاجئة في حجم الخصية، وترتفع درجة حرارة المريض تزيد الآلام بالحركة أو المشي. وقد ينتهي الالتهاب بتليف البربخ وانسداد قناته التي تقوم بتوصيل الحيوانات المنوية من الخصية إلى قناة القذف مما يؤدي للعقم.

 

7-ضيق قناة مجرى البول: بسبب تقرحات تصيب الغشاء الطلائي يعقبها تليفه. يعاني المريض من صعوبة بالغة في إخراج البول. وقد لعبت أساليب العلاج القديمة درواً رئيسيا في حدوث القرح وكانت تعتمد على إدخال مطهرات بواسطة قسطرة ولكنها أصبحت نادرة الحدوث بعد استخدام المضادات الحيوية.