سيناريو المرض ومراحله

شكل رقم (5)

المراحل الإكلينيكية للإصابة بفيروس ع م م

 

مدة الحضانة 6-12 أسبوعا بعد العدوى

 

 

1

مرحلة المرض الابتدائي (مرحلة التحول المصلى): عشرة أسابيع في المتوسط

 

 

2

مرحلة المرض الكامن: 3-5 سنوات

 

 

3

مرحلة العوز المناعي المتوسط 3- 5 سنوات

 

 

4

مرحلة العوز المناعي الشديد (الفشل المناعي التام أو مرحلة الإيدز) سنة إلى سنتين

 

 

1-مرحلة المرض الابتدائي (مرحلة التحول المصلي)

  مدتها عشرة أسابيع في المتوسط

1-1       يدخل الفيروس إلى الجسم عبر الجلد أو الأغشية المخاطية للجهاز التناسلي أو عن طريق الدم (حالات نقل الدم وتبادل المحاقن).

1-2       يتجه الفيروس عقب دخوله إلى خلايا تحمل مستقبل (CD4) في العقد اللمفاوية ويتخذها حصنا يتكاثر داخلها مرسلا زخات متواصلة إلى الدم. يهاجم الفيروس فئة من خلايا الدم اللمفية تسمى خلايا (CD4) فتفقد الخلايا المصابة القدرة على القيام بوظائفها في البداية ثم تموت بعد ذلك. تعتبر الخلايا اللمفية (CD4) من أهم مكونات جهاز المناعة حيث تلعب دورا محوريا في التنسيق بين مكوناته الأخرى.

1-3       في محاولة للدفاع، يحرك الجسم خلايا مناعية تسمى الخلايا اللمفية (CD8) للقضاء على الخلايا المصابة كي تحرم الفيروس من مكان أثره. تتزايد أعداد خلايا (CD8) مع الوقت وتنجح في السيطرة على الموقف فتخلق حالة من التوازن بين الجسم والفيروس في مصل الدم مما يسمح بالتشخيص المعملي للمرض.

 

2-مرحلة المرض الكامن

  تبدأ عقب اختفاء أعراض مرحلة المرض الابتدائي وظهور الأجسام المضادة في الدم وتمتد لسنوات (حوالي 3 إلى 5 سنوات) يكون جهاز المناعة خلالها قادرا على كبح جماح الفيروس. ولا تظهر على المريض خلال تلك المرحلة أية أعراض مرضية.

 

3- مرحلة العوز المناعي

3-1 مرحلة العوز المناعي المتوسط (حوالي 3إلى 5سنوات) وخلالها يصبب جهاز المناعة الإجهاد وتدهور وظائفه تدريجيا ويتوالى ظهور الأعراض المرضية للعوز المناعي، بصورة تدريجية في البداية ثم بمعدل متسارع بعد ذلك حتى يصل المرض إلى مرحلة الفشل المناعي التام.

3-2 مرحلو العوز المناعي الشديد (الفشل المناعي التام أو مرحلة الإيدز) تمتد من سنة إلى سنتين يفشل خلالها جهاز المناعة في حماية الجسم من مهاجمة الكائنات الدقيقة المنتشرة في البيئة المحيطة والتي لم يكن بوسعها دخول الجسم في حالته الطبيعية كذا يفقد قدراته على تدمير الخلايا الشاذة التي تتكون داخل الجسم، وبذا تتحول إلى خلايا سرطانية. ويمكن إجمال آثار فقدان المناعة في الإصابة بالعدوى بسهولة وبتكوين سرطانات وكلاهما قاتل وهكذا يكون الموت المصير الحتمي المؤكد لممن أصابه فيروس ع م م فترة 5-15 سنة.

 

إيدز أم مرض فيروس العوز المناعي المكتسب؟

  تفضل الأدبيات العلمية الآن إطلاق اسم" مرض فيروس العوز المناعي المكتسب" بدلا من "مرض الإيدز" الشائع الاستخدام بين الجمهور ووسائل الإعلام (وبعض الأطباء أيضا)، فهو أكثر دقة ويعبر عن المرض ككل بينما يعبر الاسم الثاني عن مرحلة واحدة من المرض ويغفل باقي المراحل.

 

الفحوص المعملية المستخدمة في التشخيص والمتابعة

تفيد الفحوص المعملية عامة في تأكيد التشخيص لأهمية الموضوع يلزم الطبيب أن يكون على دراية تامة بخصائص الاختبار المعملي المستخدم حتى يحكم الحكم السليم على نتائجه، ويعتبر حساسية الاختبار ودقته أهم تلك الخصائص([1]).

تنقسم اختبارات تشخيص مرض العوز المناعي المكتسب إلى مجموعتين: تكشف الأولى عن وجود الأجسام المضادة للفيروس التي يفرزها الجسم في مصل الدم استجابة للإصابة (تدعى الاختبارات المصلية)، وتعتمد الطريقة الثانية على الكشف عن الحمض النووي للفيروس (أو أحد أجزائه) في الدم بعد إكثاره مثل اختبار (PCR). وقد مرت الاختبارات بمراحل عديدة من التطوير والتحسين حتى وصل العلم إلى اختبارات حساسة ودقيقة يمكن الاطمئنان إلى نتائجها. ولكل مجموعة استخداماتها، فتفيد الاختبارات المصلية في تشخيص الإصابة من عدمها، بينما تفيد المجموعة الثانية في تحديد شدة الإصابة ومدى الاستجابة للعلاج كما تستخدم أيضا في تشخيص المراحل المبكرة من المرض قبل الأجسام المضادة.

  يعتمد الطبيب أيضا على عدد خلايا الدم اللمفية (CD4) في تحديد درجة العوز (النقص) في مناعة المريض كما يتم على أساسه تقسيم المرض إلى مراحل متتالية.

أعراض مرض فيروس العوز المناعي المكتسب

          تتباين الأعراض وتختلف حسب مرحلة المرض وتتراوح بين عدم وجود أعراض أو شعور المريض بأعراض بسيطة قد لا تلفت نظره أو إصابته بأمراض شديدة الوطأة مثل السرطان أو الالتهاب الرئوي أو التهاب المخ والغيبوبة.

1-مرحلة المرض الابتدائي

 مدة الحضانة (من وقت دخول الفيروس الجسم حتى بداية المرض الابتدائي) من 2 إلى 4 أسابيع.

  في 20% من المصابين لا تظهر في المرض الابتدائي أية أعراض أو تكون بسيطة تكاد لا لتفت النظر، أما في 80% منهم تظهر على المريض أعراض متنوعة (راجع جدول رقم 6) منفردة أو مجتمعة بتوليفات كثيرة مختلفة. قد تتشابه الصورة المرضية للمرض الابتدائي مع كثير من الأمراض الأخرى؛ لذا ينبغي أن يتسلح الطبيب بالشك إذا ما صادف عرضا مشتركا بين مرض فيروس العوز المناعي المكتسب وأي مرض آخر ويطلب الفحوص المعملية اللازمة قبل إقرار التشخيص النهائي ويتطلب ذلك أخذ الأمر بأقصى درجات الحكمة والحنكة.

يستغرق ظهور الأجسام المضادة في مصل الدم بتركيز يسمح بالكشف عنه بعض الوقت، وقد يتطلب الأمر بعض الأسابيع ليصبح الاختيار المصلى إيجابيا (6إلى 10 أسابيع في المتوسط قد تمتد إلى ثلاثة شهور)، وبالتالي تعطى الاختبارات المصلية نتائج سلبية في مرحلة المرض الابتدائي وفي تلك الحلة يتم استخدام الفحوص التي تكشف عن تواجد في الدم مثل (PCR) لقطع الشك باليقين.

 

 

جدول رقم (6)

الأعراض التي يمكن أن تظهر في المرض الابتدائي

 

أعراض عامة

 

  • ارتفاع درجة الحرارة
  • صداع
  • تضخم الغدد اللمفوية
  • آلام بالمفاصل والعضلات
  • شعور بالتعب
  • فقدان الوزن

 

أعراض جلدية

 

  • طفح وردى يشبه الحصبة
  • قرح بالأنف
  • إصابة الأغشية المخاطية بفطر الكانديدا
  • تقشير الجلد
  • تساقط الشعر

 

أعراض عصبية

 

  • صداع
  • التهاب المخ وأغشيته
  • التهاب الأعصاب
  • تدهور التفكير

 

أعراض معوية

 

  • التهاب المريء وصعوبة البلع
  • إسهال
  • قيء

 

أعراض تنفسية

  • التهاب الحلق
  • سعال مزمن
 

 

وبنهاية مرحلة المرض الابتدائي تختفي الأعراض تماما وتتحول الاختبارات المصلية من السلبية إلى الإيجابية في معظم الحالات (أكثر من 90%)؛ ولذا تستخدم بعض المراجع اسم مرحلة التحول المصلى مرادفا لمرحلة المرض الابتدائي.

2-مرحلة العوز المناعي

يصيب جهاز المناعة الذي يعمل بأقصى جهد للسيطرة على الفيروس الإجهاد تدريجيا وينخفض عدد خلايا الدم اللمفية CD4 بصورة مضطرة، بمعدلات قليلة في البداية تتسارع بمرور الوقت وتبدأ أعراض المرض في الظهور بسيطة في البداية، شديدة بعد ذلك، قاتلة في النهاية مع زيادة مضطرة في تركيز الفيروس في الدم (الحمل الفيروسي).

وتنقسم مرحلة العوز المناعي حسب عدد الخلايا اللمفية ((CD4 إلى ثلاث مراحل:

1-العوز المناعي البسيط (المرض الكامن) أكثر من 500 خلية لمفية (CD4) / مم3 من الدم.

2-مرحلة العوز المناعي المتوسط 500-200 خلية لمفية (CD4) لكل مم3 من الدم.

3-مرحلة العوز المناعي الشديد (الإيدز) أقل من 200 خلية لمفية (CD4) / مم3.

    

مرحلة العوز المناعي البسيط (مرحلة المرض الكامن)

تعقب مرحلة المرض الابتدائي وتمتد خمس سنوات في المتوسط لا تظهر خلالها أية أعراض على المريض، فيمارس حياته بشكل طبيعي متمتعا بصحة جيدة. تتسم تلك المرحلة بالثبات المناعي، ينجح فيها جهاز المناعة في تحديد إقامة الفيروس داخل العقد اللمفية والحد من تكاثره، وفيها يستمر معدل عد خلايا الدم اللمفية (CD4) أعلى من 500 خلية / مم3.

 

مرحلة العوز المناعي المتوسط

وفيها تنخفض مناعة الجسم تدريجيا – كما يتبين من العد اللمفي – ثم تبدأ الأعراض في التجلي، وتمتد المرحلة خمس سنوات في المتوسط ينخفض خلالها عدد خلايا الدم اللمفية (CD4) بمعدلات قليلة في البداية ثم تتضاعف ثلاث مرات قرب نهاية المرحلة. تتزايد الأعراض شدة وخطورة كلما انخفضت المناعة لتبدأ مرحلة إيدز متى انخفض عدد خلايا الدم اللمفية (CD4) عن 200/ مم3.

وتجدر الإشارة إلى أن كثيرا من تلك الأمراض تصيب الإنسان الطبيعي ولكنها تنحى في حالات العوز المناعي منحى مختلفا فتكون متكررة وأكثر شراسة وتحتاج للعلاج المستمر حيث تنتكس سريعا بعد التوقف وقد لا تستجيب أصلا. يبين جدول رقم 7 الأعراض الأكثر شيوعا في تلك المرحلة.

 

جدول رقم (7)

الأعراض الأكثر شيوعا في مرحلة العوز المناعي المتوسط

 

أعراض عامة

 

  • نقص مستمر في الوزن دون سبب واضح
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم
  •  تغيرات معرفية

 

 

 

 

أعراض جلدية

 

  • هربس بسيط
  • هربس عصبي (الحزام الناري)
  • السنط
  • المليساء المعدية
  • التهاب حول منابت الشعر
  • التينيا بأنواعها
  • الإصابة بفطر الكانديدا
  • صدفية
  • إكزيما دهنية

 

أعراض بالفم

 

  • الإصابة بفطر الكانديدا
  • اللسان المشعر
  • التهاب اللثة
  • سرطانه كابوسي  

الغدد اللمفاوية

  • تضخم بدون ألم

الجهاز التنفسي

  • التهاب الشعب والرئتين

الجهاز التناسلي

  • الإصابة بفطر الكانديدا
  • السنط
  • تغيرات سرطانية بعنق الرحم
 
 

  تعتبر حساسية الاختبار ودقته أهم تلك الخصائص. والاختبار الحساس قادر على قياس كميات ضئيلة من المادة المطلوب الكشف عنها ربما يوضح المثال التالي المفهوم: إذا كان هناك اختبار ن للكشف عن السكر في البول، الأول يعطي نتائج إيجابية إذا زاد تركيز السكر عن 40 مجم/100 سم3 والثاني يحتاج لتواجد 60مجم/سم3 لكي يعطى نتيجة إيجابية يعتبر الأول أكثر حساسية في الكشف عن السكر. أما الاختبار الدقيق فهو الذي يكشف عن المادة المطلوب تعينها دون غيرها وبقول آخر لا يعطي كاذبة.