(السنط التناسلي)

 

مقدمة عن السنط عامةً

    ينشأ السنط نتيجة الإصابة بفيروس يسمى فيروس الحليمات البشري (Human Papilloma Virus) الذي يتكاثر أساسا داخل خلايا الطبقة السطحية للجلد (طبقة البشرة) وينفذ إلى هدفه الرئيسي (الخلايا القاعدية لطبقة البشرة) من خلال خدش بسيط قد لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة. يحفز الفيروس الخلايا المصابة فيدفعها للانقسام السريع لِتكوِن أوراما لحمية تتراوح قطرها بين 2 إلى 20 مم لونها يماثل لون الجلد أو أغق قليلا ذات سطح حليمي يشبه سطح القرنبيط. يختلف شكل السنط وحجمه حسب مكان الإصابة ونوع (سلالة) الفيروس فقد يكون بارزا أعلى سطح الجلد أو مدفونا داخله، صغيرا أو كبيرا، وقد يميل لونه للحمرة عندما يظهر على الأغشية المخاطية أو البياض عند تواجده في الأماكن الرطبة من الجلد.

           ينتمي فيروس الحليمات البشري لمجمعة فيروسات ال (د ن أ) (DNA Viruses) لا يحيطه غلاف وبذا يستطيع مقاومة الظروف البيئية خارج الجسم فيسهل انتقاله من شخص لآخر بطريق غير مباشر (فوطة، مقعد مرحاض، بلاط حمام بالإضافة إلى التلامس المباشر).

   يتواجد الطور المعدي من الفيروس داخل خلايا البشرة الميتة التي يتخلص منها لجلد بصفة مستمرة وتتطاير فإذا استقر على جلد شخص آخر وصادفت به خدوشا نفذت منها لتبدأ دورة جديدة في شخص جديد.

تتراوح مدة الحضانة من أسابيع إلى شهور عديدة قد تصل إلى سنة.

   بينت الأبحاث وجود أنواع عديدة من فيروس الحليمات البشري تسمى "الأنواع السيرولوجية" يبلغ عددها حوالي المائة، ومنها ما يصيب الجلد فقط أو الأغشية المخاطية فقط أو الجهاز التناسلي الخارجي والمناطق المحيطة به، كما يمكن تقسيم تلك الأنواع من حيث الخطورة إلى مجموعتين:

1-أنواع مسرطنة أي يمكن أن تتحول الإصابات التي تسببها إلى أورام سرطانية بالجلد وهي أقلية.

2-وأنواع غير مسرطنة (حميدة) وهي الغالبية العظمى.

           من الظواهر البيولوجية المثيرة اختفاء السنط بدون علاج في 60% من الحالات كما يختفي أيضا بالإيحاء ويعلل هذا اختفاء السنط عقب بعض ممارسات الشعوذة المنتشرة في الريف. ولا يوجد تفسير علمي مؤكد لتلك الظاهرة ويُعْتَقَد أن المخ الذي استجاب للإيحاء واقتنع به يرسل إشارات لجهاز المناعة يأمره فيها بمهاجمة الخلايا المصابة وتدميرها.

السنط التناسلي (صورة رقم 3، 4، 5)

   نوع من السنط تتوضع إصابته على الأعضاء التناسلية مثل القضيب والفرج ولمهبل وعنق الرحم وحول فتحة الشرج والجلد المحيط بها كالعانة والثنية التي تفصل الفخذ وكيس الصفن. وقد حظي حديثا باهتمام الأوساط الطبية بعد أن ثبت انتشاره الكبير حيث يمثل ثاني الأمراض المنقولة جنسيا انتشارا (بعد الإيدز) وبعد أن لوحظت العلاقة بين الإصابة ببعض أنواع الفيروس المسبب وبعض أنواع السرطان خاصة سرطان عنق الرحم (90%) من عينات سرطان الرحم تحتوي على فيروس الحليمات البشري) ونسبة مماثلة في حالات سرطان القضيب والفرج.

 

انتقال العدوى

أولا: بالتلامس المباشر أثناء الاتصال الجنسي بشخص حامل للفيروس سواء كانت أعراضه ظاهرة للعين أو غير مرئية.

ثانياً: قد ينتقل الفيروس من الأم المصابة للطفل أثناء الولادة.

ثالثاً: يكن أن تنتقل العدوى عن غير طريق الاتصال الجنسي بطريق غير مباشر عبر الفوط أو الملابس أو قاعدة المرحاض الملوثة بالفيروس، وكان الرأي السائد أن الجنس هو الوسيلة الوحيدة وكثيرا ما تسبب ذلك الاعتقاد الخاطئ في مشاكل اجتماعية. وأذكر في هذا الصدد تجربة مرت بي شخصيا حين حض للعيادة الخارجية للمستشفى مريض بالسنط التناسلي وسأل الطبيب صغير السن قليل الخبرة عن طبيعة مرضه وكيفية انتقاله إليه فأجابه بثقة "الاتصال الجنسي فقط ولا طريق آخر غيره" انصرف المريض مذهولا مرتبكا لعلمه الأكيد بأنه لم يتصل طول حياته سوى بامرأته أم أولاده، الوديعة المصلية الملتزمة. اصطحابها للمستشفى ذاته ليقابل الطبيب ويطلب فحصها وبذلك يصبح الدليل عليها دامغا ولا محال للإنكار. وفي المستشفى سأل عن الطبي الذي قام بفحصه ولم يجده فانفعل وعلا صوته فخرجت استطلع الأمر ودعوته إلى مكتبي وكنت حينئذ أرأس الفريق الطبي، وسألته فلخص لي الموضوع وذكر ما قاله الطبيب عن مصدر العدوى وسكه القاتل في زوجته. هدأت من روع وسحبت إحدى المجلات العلمية الحديثة، وكان منشوراً بها بحث يؤكد إمكانية انتقال العدوى بطرق أخرى خلاف الاتصال الجنسي وسرحت له ما جاء في، وزيادة في طمأنته سألت الحضور من الأطباء فأكدوا ما ذكرت. أطرق الرجل لحظة ثم قال "منه لله، حسبي الله ونعم الوكيل، كان هيخرب بيتي، أرجوك يا دكتور تقول له بلاش يفتي وهو جاهل" وانصرف وقد تغيرت ملامحه وبدت عليه الراحة. عندما عاد الطبيب صاحب الفتوى ناقشت الأمر معه موضحا خطورة الإدلاء بمعلومة غير مؤكدة للمريض فرد قائلاً: أنا متأكد من المعلومة وأحضر مرجعه ولم يكن المرجع سو مذكرات هزيلة علميا يتداولها طلاب الدروس الخصوصية ولا يعلم قدم معلوماتها إلا الله.

 

الأعراض

   يظهر السنط التناسلي على الأعضاء التناسلية الخارجية والجلد المحيط بها على هيئة حبوب صغيرة تتجمع لتكون ورما على سطح الجلد لونه مثل لون الجلد أو أغمق قليلاً ذا سطح محبب يشبه سطح القرنبيط أو الفراولة. الإصابات غير مؤلمة فلا تلفت نظر المريض وتدفعه لاستشارة الطبيب في الوقت المناسب، في بعض الأحيان تكون الإصابات غير ظاهرة للمريض خاصة تلك التي تصيب عنق الرحم. في تلك الحالة يدهن الجزء المراد فحصه بمحلول الخل المخفف لإظهار الإصابة بعد أن يتحول لونها إلى اللون الأبيض، من فاعلية الفحص استخدام منظار مكبر.

 

 

الفحص المعملي

   يستخدم في حالات النساء فقط لبيان إصابة عنق الرحم من عدمه بأخذ عينة مهبلية وفردها على شريحة زجاجية ويتم صبغها بصبغة خاصة ثم تفحص ميكروسكوبيا وبالطبع لا يرى الفيروس في الخلايا ولكن تشاهد التغيرات التي يحدثها الفيروس بها.

الوقاية     

لا ينفع استخدام الواقي الذكري من الإصابة نظراً لوجود مناطق كبيرة من الجلد لا يغطيها.

العلاج

1-مس بودوفللين 25% بواقع مرة أسبوعيا بعد دهان فازلين على الجلد الطبيعي المحيط بالثآليل منعا لحدوث التهابات شديدة إذا ما لامسه الم ويحظر استعمال المس أثناء الحمل.

2-الكي بالتبريد باستعمال غاز النيتروجين المسال.

3-الكي الكهربي.

4-الليزر.

 

 

3-المليساء المعدية

مرض جلدي فيروسي ينتقل بالتلامس المباشر أو عن طريق غير مباشر (مناشف، ملابس، قاعدة مرحاض، حمامات السباحة). ينتمي الفيروس المسبب إلى مجموعة فيروسات البوكس (Pox viruses) ويصيب الأطفال عادة لسهولة اختراقه للجلد الرقيق فيصيب الوجه والرقبة والذراعين والجذع (البطن والصدر) أما في البالغين فإن المنطقة التناسلية أكثر الأماكن إصابة بسبب نعومة ورقة الجلد بها وتكون العدوى تناسلية في الغالبية العظمى بعكس الأطفال فعدواهم بريئة غالباً.

 

 

الأعراض (صورة رقم 6)

تظهر حبوب يتراوح قطرها بين 2 إلى 10 مم فضية أو حمراء باهتة لامعة ويشبه شكله العام حبة لؤلؤ وبها نغرة صغيرة في منتصف سطحها العلوي، وعند الضغط على الحبة تخرج منها مادة بيضاء شبيهة بالجبن. وتتميز الإصابة في مرضى الإيدز بكثرة عدد الحبوب التي قد تصل لمئات وأيضا بالحجم الكبير حيث يبلغ 10 إلى 30 مم (المليساء العملاقة).

وبمضي الوقت تقضى مناعة السم السليمة على الحبة التي تمر بمرحلة التهاب صديدي يشبه الدمل الصغير قبل أن تختفي ولا تترك مكانها ندبة ويستمر ظهور إصابات أخرى بمناطق جديدة من الجلد. تحدث مع الإصابة ببعض أنواع فيروس السنط.

العلاج

1-الكي الكهربي.

2-الكي بالتبريد.

3-المس بمحلول الفينول المركز.

4-إزالة الحبوب بمكشط (ملعقة كحت صغيرة).

 

الوقاية

لا يقي استعمال الواقي الذكرى من الإصابة بسبب وجود مناطق مكشوفة من الجلد معرضة للإصابة.