وسَّع آفاقك

 

ما مدى ضخامة أحلامك؟ وما سرعتك في التحرك؟ وإلى أي مدى تبدع وتبتكر بشكل لا يهدأ؟ عندما أفكر في موضوع الابتكار والتجديد، تطرأ على ذهني شركة آبل، وأتذكر تفانيهم من أجل تقدم منتجات رائعة بشكل مذهل" للعالم. كنت قد اشتريت لتوي iPod لابنتي. كانت لحوحة ومثابرة جداً في طلبها، فهي طفلة ذكية. وكانت هناك طائفة متنوعة جدأ من أجهزة iPod المتاحة للاختيار من بينها Shuffle وNano  (وهو نوع أنيق)، وإصدار U2. فبدلاً من الاكتفاء بالنجاح الهائل الذي حققه هذا المنتج، تواصل شركة آبل ابتكاراتها وإبداعاتها، في محاولة للوصول إلى شيء أفضل.

كنت قد ألقيت خطاباً في شركة يانج بریزیدنتس أورجنیزیشان منذ عدة أيام. تحدثت عن القيادة، وكيف أن حتى أفضل القادة يمكنهم التحسن. كما أشرت إلى حقيقة أن الشركات يمكنها تحقيق نجاح مذهل من خلال إجراء القليل من التغييرات البسيطة وكذلك بعمل بعض التعديلات في مسارها. ثم جاءني بعدها أحد رجال الأعمال الشبان ليتجاذب معي أطراف الحديث. سألته عن أفضل فكرة تعلمها من أجل تحقيق النجاح والفوز، فأجاب: "أن أعمل على توسيع آفاقي بصفة مستمرة".

إن القيادة في العمل أو في البيت أو في المجتمع هي عمل منفرد بكل تأكيد. فهي بحكم تعريفها تعني أنك ستكون في الصدارة بمفردك. وأن عليك أن تسلك طرق وعرة وموحشة. وأن تتحمل المسئولية الكاملة عن النتائج، في عالم يهوى اللوم والتهرب من المسئولية. وأن ترى الاحتمالات والإمكانات التي لم يحلم بها أحد بعد. وأن تتحدى الوضع الراهن للأمور والطبيعة التقليدية للأشياء. فإذا كنت مجرد واحد من العامة، وبالتالي تفكر وتتصرف مثل الجميع، فلن تكون قائداً، بل ستكون تابعاً. وليس هذا بالشيء الممتع.

 

تذكر أن كل قائد عظيم (أو صاحب

رؤية أو مفكر شجاع) قد سخر منه

الناس في البداية. أما الآن فهم موضع

احترام من الجميع.

ولهذا عليك بتوسيع آفاقك. ارفض قبول أي شيء قريب ولو قليلاً من المستوى العادي. تخلص من القيود التي جعلتك مكبلاً بالمستوى المتوسط. وتخلّ عن العامة. إن المكان الوحيد الذي ستصل إليه إذا تبعت القطيع هو منفذ الخروج. دافع عن تميزك. والتزم بالتفوق والامتياز. كن مبدعاً بصورة مدهشة، وأظهر حماستك باستمرار. ربما يقول عنك الناس إنك شخص مختلف أو غريب أو حتى مجنون. ولكن من فضلك، تذكر أن كل قائد عظيم (أو صاحب رؤية أو مفكر شجاع) قد سخر منه الناس في البداية. أما الآن فهم موضع احترام من الجميع.