علمتني سنوات توجيهي للآخرين شيئاً مهماً: نادراً ما يرى الناس أنفسهم بواقعية. يبدو أن الطبيعة البشرية تهب لنا القدرة على تقدير حجم أي شخص في العالم عدا أنفسنا. ولهذا في كتابي الفوز مع الناس (جرير)، أبدأ بمبدأ المرآة، الذي ينصح بأن: أول شخص يجب أن نفحصه هو أنفسنا . إن لم تنظر لنفسك بواقعية، لن تدرك أبدا أين تكمن مشكلاتك الشخصية. وإن لم ترها، فلن تتمكن من قيادة نفسك بفاعلية.

إننا نكون أشد صرامة مع الآخرين أكثر من أنفسنا يستخدم معظم الناس مجموعتين مختلفتين تمانا من المعايير للحكم على أنفسهم مقابل الحكم على الآخرين. إننا نميل للحكم على الآخرين وفقاً لأفعالهم، وذلك متعنت جداً، لكننا نحكم على أنفسنا بحسب نوايانا. حتى إذا فعلنا شيئا خاطئا، إن كنا نعتقد أن دوافعنا جيدة، فإننا نعفي أنفسنا من المسئولية. وغالباً ما لا نمانع القيام بذلك مرارا وتكرارا قبل أن نلزم أنفسنا بالتغيير.