كلنا نعرف التتابع الموجي، حيث نلقي حجرا فيُحدث تتابعا موجيا، أو نقول شيئاً فيُحدث تتابعا موجيا، أو نتصرف على نحو ما فيُحدِث ذلك تتابعا موجيا. إننا ننتمي إلى مجتمع صغير أو كبير – وإن سلوكنا في هذا المجتمع يسبب تتابعاً موجياً. كل هذه التتابعات الموجية تؤثر على الناس. فجميع الناس يلقون بأحجارهم أيضاً، فيحدثون تتابعاً موجياً مما يؤثر علينا كذلك. أحياناً ما نكون بحاجة للتوقف والنظر للوراء، إلى كل الحجارة التي ألقيناها والتتابعات الموجية التي حدثت، ونرى كل ذلك من خارج إطاره.

إن مجتمعك يملك تأثيراً على باقي المجتمعات وأنت تسهم –جزئيا-في هذا الانطباع، وكيفية تأثيره على الغير. يجب أن نتحمل مسئوليتنا الشخصية عن مجتمعنا. إن كان ما يضير المجتمع هو التصرف بشكل سيء مما يؤثر تأثيراً سلبياً على الغير، ويلحق بهم الضرر، فعليك أن تقف وتقول لا. يجب أن نفعل شيئاً إن شعرنا أن المجتمع يتعدى على شخص ما.

ليس من الجيد التظاهر بأن شيئاً لا يحدث، أو نعتقد بأننا لا نملك القدرة على إحداث التغيير، فإننا القوة في الحقيقة. كذلك، ليس من الجيد أن تبقى في انتظار أن يهب

شخص ما لكي يتصدى لما يجري. يجب أن نهب نحن بأنفسنا ونسعى للتغيير، ليس من الجيد أن تترك الآخرين يتخذون كل القرارات نيابة عنا، ونأمل أن تسير الأمور على ما يرام. يجب أن نشترك، ويجب أن نمثل جزءاً من الكل، يجب أن ننشط. إن كان غيرنا هو الذي يتخذ القرارات نيابة عنا، فهذا يعني أننا سوف ننساق على الأرجح كالخراف.

إن كل شيء يفعله مجتمعنا – وأنا أعني بذلك كل قرية متناهية الصغر، وكل مدينة كبرى والبلد بأسره – يملك تتابعاً موجياً يغير حياة الآخرين، إن كنا نريد أن نغمض أعيننا ونتجاهل تأثير أخطاء الغير على المجتمع فإننا نخادع أنفسنا، وسوف نجني حصادا مرا. يجب أن نتحمل مسئوليتنا، ويجب أن نلعب دورنا في المجريات. يجب أن نكون جزءا من الحل وليس جزءاً من المشكلة.