لا أدري يا رفاق إن كانت هذه القاعدة من بين القواعد الصعبة ولكنني أجدها بالغة القسوة. فأنا كلما سمعت بأن شخصاص يواجه مشكلة أجد نفسي أهرع لفعل شيء، وانا لا أكترث في واقع الأمر بهذا الشيء الذي سوف أفعله بقدر ما لأأكترث بأنني يجب أن أفعل شيئاً، أي شيء.

ولكن واقع الأمر هو أن ما يطلب مني عادة هو أن اجلس وأنصت. إن الشخص يقص عليَّ مشاكله، أو يفضي إليَّ بأزمته، ولا يهدف من وراء ذلك أن أهرع لنجدته وأهب لإنقاذه، أو أثب لكي أدافع عنه أو أواجه العالم من أجله (أي أن أكون بطلاً في واقع الأمر)، وإنما هو بحاجة فقط إلى آذان مصغية متعاطفة، إلى حضن يبكي فيه قد يكون هذا مفزعاص بالنسبة لك، هو بحاجة إلى "استجابة ما"، إلى رأي استشاري، وانتباه كامل وبالغ مصحوب بتواصل بصري. هذا هو الجزء الخادع، لأنني بمجرد أن أسمع المشكلة، أجد نفسي فاقداً للتواصل بمعنى أنني أتقوقع على ذاتي بحثاً عن الحل اللائق.

ولكن بالنسبة لي، فإنني عندما أواجه مشكلة لا أبحث عن كلمات التعاطف والعبارات الملطفة. لا أبحث عن تعاطف أو أيد حانية. وإنما أبحث عن حل، أو عن عرض بالمساعدة، أو عن يد تنجدني، أو عن حبل أتمسك به لكي أطفو على السطح.

ولكن هذا يعني أن كل مشاكلي مادية، وبحاجة إلى حلول عملية، أي طبيعة المشاكل التي يواجهها الرجال. ولكن المشاكل التي أجدها بالغة الصعوبة هي تلك المشاكل التي تفرض عليك الإنصات، وهي بالتالي بحاجة إلى حل مختلف تماماً. عن معرفة الوقت الذي يجب أن تصغى فيه، والوقت الذي يجب أن تتصرف فيه هي إحدى المهارات بالغة الأهمية التي يجب أن تعمل على تنميتها. إنني مع ذلك مازلت أبذل جهداً كبيراً لكي أمنع نفسي عند الإنصات إلى مشكلة من أن أبقى منصتاً بدلاً من أن أهرع للتصرف.

هناك بالطبع بعض المشاكل التي ليس لها حل، أي أن الشخص الذي يقصها لا يبحث عن حل وإنما هو يحكي لأنه يريدك أن تشاركه. قد يكون بحاجة إلى التعاطف، أو مشاركته الحزن أو الصدمة أو إبداء مشاعر طيبة، أو منحه نصيحة عاطفية، أو التربيت على يده. إن معرفتك لوقت تقديم النصيحة أو الإنصات، أو تقديم المساعدة المادية الحقيقية هي مهارة يجب أن تكتسبها، ويجب أن يتقنها كل لاعب ماهر. (نعم، نعم، مازلت أضل طريقي كثيراً في هذا الصدد).