"السكر والملح وكل الأشياء الطيبة ... الكسالى والنشيطون وذيول الكلاب المدللة" – أليس هذا هو إيقاع القصيدة؟ أيهم أنت؟ هل أنت الكسول أم النشيط أم السكر أم الملح؟ أرجح أنك تحمل جزءاً من كل منهم. انظر، هناك بالقطع اختلافات بين الرجل والمرأة. سوف نكون حمقى إن لم نتعرف ونقبل هذا. ولكننا لا نختلف اختلافاً شاسعاً، وكأن كلاً منا ينتمي إلى جنس بشري مختلف أو كوكب مختلف كما يروق للبعض تصوير الاختلاف، بل إننا في واقع الأمر نملك سمات مشتركة أكثر من نقاط الاختلاف. نحن إن احتفينا بكل ما يجمعنا، وتقبلنا الفروق بيننا فسوف نعيش بشكل أفضل كثيراً عن تعاملنا مع بعضنا البعض على أننا أجناس مختلفة.

إن العلاقة – إن أردت – هي فريق يشكله اثنان في الأساس (قد ينضم إلى الفريق فيما بعد الكثير من الأعضاء الصغار) يحمل كل منهما مواهبه ومهاراته ومصادره في العلاقة. يحتاج كل فريق إلى أشخاص مختلفين أصحاب مهارات وصفات مختلفة لإنجاز المشروع. إن كان كلاكما قائداً قوياً، وصاحب قدرة على اتخاذ القرار السريع، ونافذ البصيرة فمن إذن الذي سوف يُعْنَى بكل التفاصيل وينهي المشروع؟

من الذي سيؤدي العمل بدلاً من توليد الأفكار؟ لا تكترث، فقط تقبَّل الفروق – لاحظ المزايا! حاول أن تنظر إلى الاختلافات في ضوء المواهب الخاصة – تلك الاختلافات التي يمكن أن تكون فعالة، وتسهم في رفع كفاءة فريقك.

وماذا عن الأشياء المشتركة بينكما؟ يمكن أن تكون عظيمة (آراء مشتركة وأذواق مشتركة) ولكن هذا لا يجعل الحياة دائماً تبدو سهلة (الرغبة المشتركة لأن تكونا محقَّين، الحاجة المشتركة للإمساك بزمام الأمور). إن كان كلاكما قائداً عبقرياً، فقد تتصارعان من أجل مقعد القيادة. يجب أن نحتفي بكل الأشياء المشتركة ونستغلها – سواء مجتمعة في آن واحد أو بالتوالي – لإثراء العلاقة، وإضفاء طابع الخصوصية والنجاح عليها.

انظر أنتما في قارب واحد – أياً كان ما يعنيه هذا – وانتما بحاجة لأن تعملا معاً لإنجاح علاقتكما. عن استجمعتما كل المواهب المشتركة بينكما، فسوف تجنيان الكثير وسوف تسهل الأمور على نفسك كثيراً بدلاً من أن يسعى كل منكما إلى الدفع في اتجاه مختلف مغاير للآخر. على كل منا أن يخلع كل الطبقات السطحية المشوشة، وسوف نكتشف في النهاية اننا جميعاً بشر، نحن جميعاً خائفون وضعفاء ونسعى لإضفاء بعض المعنى على حياتنا. نحن إن ركزنا على أوجه الاختلاف بيننا فسوف نخسر كل الإسهام، ونهدر كل الطاقة التي يمكن أن يبذلها لاشخص في المساعدة في تخفيف وطأة العبء، وإضفاء قدر أكبر من المتعة على الرحلة. إن كل المزح التي تتناقلها الحواسب لا تجدي بالمرة. إن الحياة الحقيقية تختلف عن كل هذا.