اليوم مهم. اليوم هو اليوم الوحيد الواقعي الذي تملكه. لِمَ لا تعامله على أنه هكذا فعلاً؟ إذن عليك أن ترتدي الزي المناسب له. إنني، لا أعني بذلك ما كانت أمي تردده عليَّ دائماً بقولها: "احرص على ارتداء ملابس داخلية نظيفة فأنت لا تدري متى ستدهسك شاحنة" كنت أحب هذه العبارة وأنا صغير. لم يكن بوسعي تصور ما أهمية الملابس الداخلية عندما أكون ممداً على الأرض. وكنت أتصور وقتها أنني عندما أُنقل إلى المستشفى، ويخلعون عني بنطالي المتسخ الغارق في الدماء سوف ينظرون في فزع ويقولون" "لا تنظر! إن هذا الفتى يرتدي سروالاً قديماً – أخرجه من هنا".

الكثير من هذه القواعد كما ترى، وسوف ترى هي عبارة عن اختيارات متعمدة، وقرارات متعمدة، وإدراك متعمد. إن كل الأشخاص الذي تأكدت من خلال مراقبتي لهم أنهم يملكون زمام حياتهم، هم الأشخاص الذي يقدمون على اختيارات مقصودة. إنهم يقظون وواعون. إنهم يعرفون ما يفعلون، وأين يذهبون. إن كنت أنت أيضاً تريد لحياتك أن تكون أكثر من مجرد أحداث عشوائية تحدث لك فإن عليك بدلاً من ذلك أن تجعلها سلسلة من التحديات المثيرة، والتجارب المثمرة الثرية من خلال اختياراتك المقصودة.

وعليك أن تحقق ذلك من خلال نظرتك إلى كل يوم، وتعاملك معه على أنه يوم مهم. يجب أن تستيقظ، وتستحم، وتغتسل، وتحلق وتضع المساحيق، وتمشط شعرك، وتنظف أسنانك ... إلخ. يجب أن تفعل كل هذا في الأساس لكي تبدو في مظهر جيد، وتشعر بشعور جيد، وتتمتع برائحة طيبة. ثم ترتدي ملابسك بأناقة ونظافة وتنميق ولمسة خاصة، وكأنك ذاهب للقاء عمل، أو حفل عيد ميلاد، أو أية مناسبة خارجية مهمة، إن ارتديت ملابسك كل يوم بشكل أنيق وخاص وذكي فسوف يصبح كل يوم من أيامك كذلك.

سوف يتفاعل الآخرون معك بشكل مختلف إن ارتديت ملابسك وكأن اليوم يمثل أهمية خاصة بالنسبة لك، وسوف تتفاعل أنت أيضاً بشكل مختلف مع كل هذه التفاعلات المختلفة. إنه متدرج وتصاعدي. يجب أن أنوه هنا إلى أنني لا أتحدث بشكل رسمي، أي أنني لا أطالبك بارتداء ملابس محكمة غير مريحة. وإنما فقط يجب أن ترتدي الملابس التي تشعرك بأهمية المناسبة.

ولكن ماذا بشأن عطلة نهاية الأسبوع؟ أسمعك وأنت تسأل، يمكننا أن نسترخي بالطبع؟ بالطبع، ولكن هذا لا يعني أن تطلق لنفسك العنان. في عطلات نهاية

الأسبوع سوف تذهب لزيارة الأصدقاء، أو الأهل (ما لم تكن تقضي عطلة نهاية الأسبوع في انفراد تام مع نفسك) وهم أيضاً يستحقون أن يروك بشكل جيد، وكأنهم شيء مهم بالنسبة لك. مرحى، حتى أصدقاؤك لا يريدون أن يروك أشعث، وغير منظم، وغير متأنق. ولكن هذه النقطة ترجع إليك أنت بشكل خاص. إن كنت تستقبل كل يوم على أنه مهم، فسوف تصنع المعجزات لاعتزازك بذاتك، واحترامك لذاتك، وثقتك بذاتك.

ولكن، مرحى، لا أريدك أن تتعامل مع كل ما أقوله على أنه مسلمات. جرب هذه القاعدة، وانتظر النتيجة. إن لم تشعر في فترة وجيزة بأنه قد اعتراك شعور مختلف تماماً ، ارجع إلى طريقتك القديمة. ولكنني أستطيع أن أجزم لك أنه سوف يعتريك شعور رائع، وأنك سوف تستقبل كل يوم بمزيد من الحيوية والنشاط والسعادة.

إن أقدمت على تلك الاختيارات المقصودة سوف تجد من الصعب عليك التخلي عنها.