هذه القاعدة لا تعني – حتى الآن -أنه عليك أن تفعل شيئاً. كل ما تعنيه هو أن تتخذ قراراً بأن تقّم كل ما تفعله في البيئة والعالم، وما إن كان ما قتدم عليه شيئاً جيداً أو شيئاً سيئاً. قد تختار أن تغير ما تفعله في ضوء هذا التقييم. أو قد لا تختار ذلك، سواء لأنك قد أدركت مدى الفوضى التي تحدثها، أو لأنك تأكدت من مدى نظافتك ونزاهتك في التعامل مع العالم، وبالتالي لست بحاجة لأن تغير أي شيء.

إن السبب الذي يدفعني إلى قول: "لا تفعل أي شيء بعد" هو أنه سوف يكون من السهل أن نهرع جميعاً للعمل بدون أن نمتلك كل الحقائق التي نحتاج إليها. أنت بحاجة لأن تعرف ما إن كانت التغييرات التي سوف تقدم عليها سوف تكون للأفضل أم الأسوأ. عندما ولد طفلي الأول – على سبيل المثال ح شعرت بقلق حقيقي بشأن الحفاضات إثر التقرير الذي نشر عن الأثر الضار الذي تحدثه. إنها تستغرق على ما يبدو 500 عام لكي تتحلل. ولكنني كنت أيضاً قلقاً من الحفاضات القطنية الطبيعية، لأنها يجب أن تتطلب الكثير من الغسل باستخدام الكثير من الصابون والماء إلخ. حتى إن البعض يرى أن أضرار كل طريقة لا تقل عن أضرار الطريقة الأخرى من حيث تلوث البيئة. ولكن المشكلة هي أن عليك أن تستخدم شيئاً، وإلا فسوف يلحق الضرر بالسجاجيد...

هذا يعني أنك يجب أن تفكر في السيارة التي سوف تقودها، ونوعية التدفئة التي تستخدمها في بيتك، وكيفية الوصول إلى الأماكن التي سوف تقضي فيها العطلة (إن الطائرات ليست صديقة للبيئة بأية حال)، وكيفية إعادة تدوير الأشياء، إن كان هناك

شخص آخر يمكن أن يستخدم ما لم تعد تريده، أعني كل هذه الأشياء، إنني أترك لك كلية أمر كل التفاصيل (لا يمكن أن أحاضر بشأن هذه الأشياء) ولكن من الجيد أن يكون لك ضمير حي بشأن هذه الأشياء، وأن تسعى للحد من الضرر الذي تخلفه.

كل هذا يعيدنا ثانية إلى المادة الأصلية التي تعد بمثابة أساس لكل القواعد، وهي أننا بحاجة لأن نفتح أعيننا عن آخرها، ونبصر الحياة من حولنا، يجب أن نكون مدركين وواعين لكل ما نفعله، وتأثير ما نفعله على البيئة، وعلى كل من حولنا. هذا لا يعني أننا يجب أن نسعى دائماص لفعل الصواب، وإنما يجب على الأقل أن نتفكر في الأمر قليلاً.

أعتقد أن وقت التخاذل قد ولى، وقد حان بالفعل وقت التكفير بمنتهى الإمعان في تأثير أفعالنا. وبمجرد أن نتفكر في هذا، قد نجد في أنفسنا رغبة في إجراء بعض التغييرات القليلة لتحسين الأشياء. إن بذلنا جميعاً قدراً قليلاً من الجهد، سوف نحدث فارقاً كبيراً.