إن قبلت بأن ما حدث قد حدث؛ فسوف تقبل نفسك كما هي. لن يسعك أن تعود إلى الوراء لكي تغير شيئاً؛ أي أن عليك أن تعمل من واقع نفسك، أنا هنا لست بصدد اقتراح بعض المقترحات الحديثة التي تطالبك بأن تحب نفسك، فهذا مطلب مفرط الطموح. كلا؛ دعنا نبدأ بمجرد القبول. ليس عليك أن تُحَسِّنَ، أو تغير، أو تناضل من أجل المثالية، وإنما العكس تماماً. فقط اقبل نفسك. 

هذا يعني أن تقبل كل عُقَدك، ومشاكلك العاطفية؛ كل الجراح الأليمة؛ كل الضعف، وكل ما تموج به نفسك. وهذا لا يعني أيضاً أننا كلنا سعداء بكل ما فينا، وأننا سوف نخلد للكسل ونعيش حياة سيئة. وإنما يعني أننا سوف نقبل ما نحن عليه، وسوف نسعى للتحرك والمضي قدماً من هذا المنطلق، أما ما لن نفعله فهو أن ننقض على أنفسنا؛ لأن بها جوانب لا تروق لنا. نعم؛ يمكننا أن نغير الكثير؛ ولكن هذا سوف يحدث في وقت لاحق. نحن هنا فقط بصدد القاعدة رقم 4.

ليس هناك مجال للخيار في واقع الأمر. يجب أن نقبل أنفسنا كما نحن، مهما كانت نتيجة أي شيء حدث. هذا هو كل ما في الأمر، أنت؛ مثلي؛ مثلنا جميعاً؛ بشر. هذا يعني أنك معقد للغاية. أنت تأتي مفعماً بالرغبات والمخاوف والذنوب، وكل ما هو مثير للشفقة؛ تأتي بالأخطاء، والمزاج السيء، والغلظة، والانحراف والتردد والتكرار. هذا هو سر روعة الكائن البشري؛ وتعقيده. لا يملك أي منا أن يكون مثاليا. نحن نبدأ من حيث ما حصلنا، عليه، ومما نحن عليه بالفعل، وعندها فقط يمكن الاختيار في كل يوم؛ يجب أن نناضل من أجل ما هو أفضل. وهذا هو كل ما يمكن ان نطالب به؛ أن نجري اختبارا، وأن نكون في حالة يقظة ووعي؛ وأن نكون على استعداد لفعل الصواب؛ وعلى استعداد لأن نقبل أنفسنا في بعض الأيام. لن نملك أيضاً القدرة على فعل هذا الصواب. أنت في بعض الأيام ـــــ مثل أي شخص فينا ــــــ سوف تعجز عن الصواب. لا بأس؛ لا تنقض على نفسك. لملم شتات نفسك وابدأ ثانية. تقبل فشلك من وقت إلى آخر، وتذكر أنك بشر.

أعلم أن هذا يمكن أن يكون صعباً في بعض الأوقات، ولكنك بمجرد أن تتقن فنون اللعب وقواعده سوف تثبت أقدامك على الطريق الإصلاح والتحسن. كف عن تصيد أخطائك بنفسك، أو إثقالها بالتوبيخ. وبدلاً من ذلك؛ تقبل نفسك كما هي، إنك تبذل قصارى جهدك الآن. لذا يجب ان تمنح نفسك تربيته على الظهر وتواصل المضي قدماً.