غالباً ما نبالغ في فزعنا أمر ما أكثر مما سببه لنا الأم فعلياً في تلك اللحظة.

في القرن الخامس عشر، بدأ الفزع من الساحرات يسيطر على الجميع، وكأن من بين أسباب هذا الفزع العام الخوف من المجهول، ومن وقوع العالم في دوامة فوضى خبيثة

يقول "ماكاى”: "كلما تألم الناس، وجدوا المزيد من الساحرات لحرقهن"، موضحاً أن هذا الأمر لم يكن سببه الأساسي الساحرات والشياطين بقدر ما كان بسبب المشاكل الموجودة في أذهان الناس أنفسهم. إذن، على الرغم من أن الناس وجدوا أن انتشار الساحرات دليل على وجود الشيطان على وجه الأرض، الشيطان. وعند حدوث أي شيء مفزع، ربطوا بينه وبين الشيطان بدلاً من تفسيره، على انه من صنع البشر أو الطبيعة.

وكذلك كان الحال مع واحدة من أغرب موجات الذعر في القرن العشرين التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية في ٣٠ أكتوبر١٩٣٨. وفي تلك الليلة، قام الممثل الشاب "أهرسون ويبز" بتقديم رؤية مقتبسة من رواية حرب العوالم War Qi The World للكاتب "هيربرت جورج ويلز" التي تأتي فيها وحوش من المريخ لغزو الأرض. وقام بمهارة بكتابة المحاكاة المقتبسة لتبدو كأنها نشرة. إخبارية حقيقية تبلغ أن العكس هو ما حصل. فعندما قاطع مذيع النشرة حفلة مزيفة لفرقة رقص معلناً أنه رأى كائناً فضائياً ينزل من مركبة فضائية بدأ المستمعون) ينتابهم الذعر. وقال المذيع:” أمر مثير للدهشة ‘هناك شيء ما يفرج متلوياً من الظلام، ويلمع كالجلد المبتل بيد أن وجهه لا يمكن وصفه”. وفي اليوم التالي وصفت صحيفة نيويورك تايمز كيف هرب. الناس من بيوتهم واضعين مناشف مبللة على وجوههم كي تحميهم من الغاز المريخي. واستمرت هذه الهيستريا تتصدر الأخبار الوطنية لمدة أسبوع.

ومثل كثير من نوبات الفزع الجماعي كانت هذه النوبة على الأرجح تتمتع بجانب من الحقيقة. فيوضح المؤرخون أن الصحف بالغت في وصف ذعر الناس كي نوضح إلى أي مدى كانت المحطات الإذاعية المنافسة عديمة المسئولية. وأوضح أفضل تقدير أن نحو20% من    خدعاهم؛ لكن هذا فيه نوع من الإجمال والتعميم. لماذا؟ لأن هناك عاملا آخر يتمثل في أنه في ذلك الوقت كان الأمريكيون يعيشون في حالة من القلق لأن العالم كان على وشك الغرق في دوامة الحرب. وتمكن البرنامج الإذاعي بمهارة من محاكاة شعور الهجوم الصاروخي الذي اعتقد كرمن الناس احتمالية إطلاقه من ألمانيا في أي وقت.

إن حالات الفزع الجماعي لا تنشا من العدم. إنها تنشأ من مخاوفنا الموجودة حتى إذا كانت خفية.

إليك هذه الفكرة

لا تبالغ في الفرع على امر لا يستحق، وضع معايير للأحداث سواء كانت قلقاً أو هماً أو مشكلة كبيرة، وحده ما الذي ستفعله عند حدوثها. فإذا انخفضت قيمة معاشك في البورصة على بيل المثال، فأفضل نصيحة هي ألا تحاول فعل شيء في أغلب الحيان، بل انتظر أن تنفرج الأزمة وأنظر إلى الموائد السنوية بدلاً من اليومية.