يقول ملك بابل القديمة متسائلاً: "لماذا لا يوجد إلا قليل من الرجال ممن يمتلكون الثروة؟" أجاب مستشاره: "لأنهم يعلمون كيف يحصلون عليها. لا يستطيع أي شخص أن يدين الإنسان النجاح لأنه يعرف كيف يحقق النجاح، كما أنه لا يحق لرجل القضاء أن يأخذ من إنسان ما كسبه بشرف ونزاهة، ليعطيه لمن لا يستطيع الكسب".

في الفصل الثالث من كتاب The Richest Man in Babylon يناقش "كلاسون" السبل السبع لمناقشة الدين الضئيل. يهتم الملك بالتوزيع غير العادل للثروة الموجودة في مدينة بابل. لم تتغير اهتمامات الملك كثيراً طوال 8000 سنة، لأن المعلقين لا زالوا يقترحون بأن "الثري سيصبح أكثر ثراءً بينما الفقير سيصبح أكثر فقراً".

إن التحدي الذي يواجه أي حكومة يتمثل في كيفية توزيع الثروة بين أفراد الشعب. فمن ناحية، ستجد الأثرياء الذين يمكنهم بأموالهم شراء خدمات أفضل المحاسبين والمحامين. إنهم يستأجرون الأشخاص الذين يفهمون النظام "والثغرات" وبالتالي يقومون بإدارة خصومات ضرائبهم بحسم وبطريقة قانونية.

لنأخذ السير "فيليب جرين" – ملك البيع بالتجزئة في المملكة المتحدة – كمثال على ذلك. لقد كان هناك تقرير يشير إلى أن أسرته تمتلك ثروة تُقدر بحوالي 4.9 مليار جنيه إسترليني. وفي عام 2005 حققت أعماله ربحاً يُقدر بـ 1.2 جنيه إسترليني موزعة على المساهمين، ومع ذلك لم يدفع أي ضرائب على دخله. تمتلك زوجته معظم أعماله التجارية، وهي تعيش في موناكو، وموناكو لا تقرض ضرائب على المساهمين. قد يشعر الأشخاص مثل السير "فيليب" بأن لديهم مبرراً لحماية ثروتهم للأسباب التي فسرها مستشار ملك بابل القديمة. من المحتمل أن هناك بعض الأثرياء الذين يعملون بجد ويوفرون الوظائف لآلاف العاملين.

لكن هل هذا عدل؟ وبالعكس، هل من العدل أن يدفع الأشخاص المتواضعون المجتهدون في عملهم ضرائب على كل شيء في حاتهم؟ إنهم يدفعون تلك الضرائب قبل أن يحصلوا على دخلهم، ووجود فرص قليلة جداً للاعتماد على محاسب مبدع. لا يقدم الأثرياء أي دعم مالي إلى الفقراء، لكن ما يحدث هو العكس.

من المحتمل أن الأمر لم يعد يتعلق بـ "ما نمتلكه وما لا نمتلكه"، لكنه يتعلق بــ "ما نحاول القيام به وما لا نحاول القيام به". لماذا يجب على الأثرياء أو المجتهدين في عملهم أو الأُسر المكافحة أن تقدم الدعم المالي إلى هؤلاء الأشخاص الذين لا يمتلكون أي نية للحصول على وظيفة، لأن الأرباح التي يتلقونها تفوق كثيراً أي وظيفة سيحصلون عليها؟ أي نوع من الغباء يصيب هؤلاء الذين يرغبون في العمل بصدق لكن لا يمكنهم لأنهم لا يستطيعون تحمل نفقات هذا؟ حتى إن العمل لساعات قليلة في الأسبوع سوف يقلل من أرباحهم وسينتج عنه بعض الصعوبات. هل من الصحيح أنه يجب على كل مجموعة تقديم الدعم للأشخاص الذين لا يبذلون أي مجهود لتحسين وضعهم مهما كان؟

حسناً، يجب علينا جميعاً دفع الضرائب، يحتاج نظام الضرائب في العديد من البلدان إلى إصلاح لتشجيع هؤلاء ليكسبوا أموالهم بنزاهة من خلال العمل الجاد والالتزام على العناية بأُسرهم ويقدمون الدعم لهؤلاء الذين لا يقدرون بالفعل على القيام بهذا. ويجب على الآخرين التحرك والقيام بعمل مفيد.

إليك هذه الفكرة...

هناك تقرير يشير إلى أن حوالي 5.7 مليون شخص ممن يدفعون الضرائب في المملكة المتحدة لا يدفعون الضريبة الصحيحة. إذا كنت موظفاً وتدفع الضرائب من خلال نظام (ادفع بقدر ما تكسب)، افحص الكود الخاص بك دائماً عند الدفع (غالباً ما يكون هناك زيادة سنوية في المدفوعات بسبب أخطاء الكود والتي تقدر بحوالي 500 مليون جنيه إسترليني). يوجد هذا الكود في صحيفة استلام مرتبك. تحقق على الإنترنت من أن ما تدفعه من ضرائب يعكس وضعك الحالي. إذا لم يكن كذلك. فاتصل بمكتب الضرائب.