تغييرات بسيطة تأتي بنتائج عظيمة

يقول سام دو موظف بإحدى الشركات العامة في حقل إنتاج الأسماك بمدينة بوليتمور كان قطار7.19 دائماً ما يفوتني وكنت ألحق بقطار 337 على آخر لحظة مما يؤدي إلى تأخري عن العمل لعدة دقائق.

وكان التأخير يبدأ من لحظة انطلاق صوت المنبه في الساعة6.20 صباحاً. حيث كنت أجد الأطفال وقد استولوا على دورة المياه. وزوجتي مشغولة بإعطاء الرضيع إفطاره، أما الباقون فكل منهم يفعل ما يحلو له. وكان هناك دائماً طابور أمام محمصة الخبز، وذات صباح استدعاني المدير إلى مكتبه وقال لي إن التأخير البسيط قد يتحول لديك إلى عادة سيئة.

ثم أعطاني المدير منبهاً واقترح على أن أستيقظ عشر دقائق مبكراً عن الموعد المعتاد ولا شيء غير هذا، وبالفعل أفلحت هذه الطريقة. واستطعت أن أدخل الحمام قبل الأطفال ووجدت وقتاً كافياً لتناول فنجان من القهوة على مهل. ولم أشعر بالرغبة في النوم كما أصبح بمقدوري أن ألحق بقطار الساعة 7.19  

وأعتقد أنك الآن فهمت أن تغيير أي عادة سيئة يتطلب منك إحلال عادة جيدة مكانها وإليك أمثلة بهذا:

  • إذا اعتدت عدم الثقة في الآخرين فحاول أن لا تقوم بعد النقود عندما تذهب للتسوق المرة القادمة.
  • إذا اعتدت عدم الثقة بالنفس من الآن وعلى مدى أسبوع قم يومياً باتخاذ قرار بسيط دون أن تطلب النصيحة من الآخرين.
  • إذا كان من عادتك الشعور بالملل عند أداء الأعمال فإن في معاملة أي مقابلة غداً كما لو أنها المقابلة الأول مع الشخص الذي ستقابله – سواء كان ذلك مع أفراد الأسرة أو مع أفراد تتعامل معهم يوميا أو مع غرباء.
  • إذا اعتدت عدم ترتيب الأشياء على أساس أولوياتها فقم بكتابة قائمة بالنشاطات التي ستقوم بها غداً رتب هذه الأشياء على أساس أهميتها.
  • إذا كنت سريع الغضب فدرب نفسك على أخذ نفسين عميقين قبل أن ترد على أي استفزاز.
  • إذا اعتدت عدم النظام فعندما تكتب رسالة في المرة القادمة فابدأ بكتابة ملخص للعناصر الرئيسية لهذه الرسالة ثم اكتب الرسالة على أساس هذا الملخص.

لا تقلق أن يكون تغيير نوعًا من التصنع انطلاقاً من اعتقادك بأن هذه التغييرات ليست جزءاً من شخصيتك الحقيقية. وما عليك إلا أن تكرر هذه التغييرات كثيراً وسوف تصبح جزءاً من شخصيتك الجديدة التي يستمتع بها الآخرون ويستمتعون بمصاحبتها.

- ابحث عن النمط الحقيقي وراء العادة

عندما يتعلق الأمر بالعادات ينبغي ألا نأخذ الأمور على علاتها فالنفسيون، مثلاً يخبروننا أنه عندما يكون لدى موظفيك عادة التأخير فقد لا يكون هذا التأخير مقصوداً لذاته وإنما يكون بمثابة قناع يخفي استياء متعلقاً بالضغط الذي يقع عليهم في العمل. وهكذا يكون التأخير شكلاً بسيطاً من أشكال الثورة التي تشتت الانتباه عن السبب الحقيقي وراء تزمر الموظفين.

ومع الوضع في الاعتبار أن الناس غالباً ما تضع قناعاً من العادات على المشاعر يصبح من الجلي أن المنطق في هذه الحالة لا يكون ذا فائدة، وذلك لأن المنطق لا يصل أبداً إلى المشاعر الحقيقية الخافية التي قد تكون السبب الأساسي للعادة.

يقول ويلهيلم سمتبث أحد المقلعين عن التدخين والذي يعمل بمجلس المشروعات الصغيرة في فيرمونت «يعمل والدي مشرقاً بإحدى مكتبات المراجع؛ ولذلك فهو يقبل على المعرفة إقبالاً كبيراً مما أدى إلى اتساع معارفه ولكنه مثله مثل معظم سكان فيرمونت يتعامل مع العواطف بطريقة غير عاطفية. وأنا لا أشك في حب أبي لي ولكن حينما كنت أحاول الإقلاع عن التدخين» كان أبي يمثل عبئاً علي.

فعندما كان تنتابني رغبة شديدة في التدخين أجده يمطرني بعشرة أسباب لظهور هذه الرغبة، والمنطق وراء التخلص من عادة الإدمان.. وتحديد نقاط الضعف... وأرشدني إلى مقال بإحدى الصحف يتناول هذا الموضوع ... وأنا لم أكن أريد من هذا الموقف أن يخبرني كيف أعيش وإنما أريد من يخبرني أنني كنت سأعيش.

مسكين هو مسمیتت. فعلى الرغم من أن والده لم يكن يريد له إلا الخير إلا أنه لم يدرك أن المنطق في هذه الحالة لن يزيد معاناة ابنه إلا سوءاً، حيث إن المنطق سيزيد من وعيه ويجعله أكبر حساسية للآلام. وقد يكون شيئاً بسيطاً مثل الربت على الكتف أكثر فائدة من التعامل مع هذا بقواعد المنطق والعقل.

وعندما تقرر في أي وقت أن تخبر نفسك أو غيرك بأن العادة أمر لا معنى له وأنه لا يمثل أي قيد، قاوم هذا بكل ما أوتيت وذلك ليس فقط لأن المنطق لن يكون مقنعاً ولكن هذا أيضاً سيؤدي إلى خفض معدل راحتك سريعاً وبشكل كبير بما يضطرك للبحث عما يريحك.