إنني لأود أن تبدأ في الاستفادة من الطرق العملية التي سأقدمها بأسرع ما يكون. ولكن بادئ ذي بدء ينبغي أن نتفق على أربعة مبادئ أساسية:

  • 1. ليس هناك من يمكنه تجاهل انطباعاته إلا الرهبان: وعلى أي حال فإن الراهب لا يرى شخصا واحدا مرتين. أما نحن فقد نرى الشخص مرات ومرات.

ومن الحقائق الثابتة أن النجاح في العمل لا يرتبط كثيراً بمهارات العمل بقدر ارتباطه بالانطباعات التي تخلقها في الزملاء والعملاء، ولابد لأي علاقة صداقة أن تبدأ بمجموعتين من الانطباعات. انطباعاتك وانطباعات الأخر. هذا يبين الجانب الآخر من الأمر، فأنت لن تدخل قلب الشخص الآخر بسبب فشلك في ترك انطباع جيد لديه من المرة الأولى والأدوار التي تضطلع بها في المجتمع تقوم كلها على الانطباع الذي تغرسه في عقول الأشخاص الذين تتصل بهم.

  • 2. الانطباع يحدث قبل أن تشعر به. عندما نتقابل مع الآخرين هناك عملية داخلية تحدث في عقولنا، حيث تتبلور لدينا في الحال آراء داخلية غير معلنة عن نوعية الشخص الذي تقابله وقيمه والأهداف التي تحركه وهلم جراً. وهذه الآراء تكون متعمقة في اللاوعي بما قد يؤدي إلى عدم شعورنا بها.

وذات مرة قال المحامي التياراثبيرن من سان أنطونيو "إلى الآن لا أستطيع تحديد السبب الذي جعلني أمتنع عن مشاركة هيرب سيميل. فعل الرغم من أنه يحقق نجاحاً باهراً مع عملائه إلا أنني كلما راودتني نفسي في مشاركته أشعر بأن شيئاً من داخلني يمنعني".

ولا يكاد يمر يوم على أي منا إلا ويسمع شخصاً يقول إنه لا يعرف السبب الذي يجعله لا يحب هذا أو ذاك «وهذا كما تعرف مجرد شعور» وذلك كشعور الثيا فهذا الشعور يقول كثيراً ويحمل في طياته أكثر فهذا الشعور يقول إنه ذات مرة بذرت في عقل الثيا بذرة عدم ثقة بشأن هيرب. ويدل هذا الشعور أنه متعمق في مشاعر الثيا حتى إنها لا تستطيع أن تسميه. ولا عجب أن تعجز الكلمات عن وصف هذا الشعور.

  • 3. المشاعر المكبوتة تؤدي إلى توتر نفسي.

التوتر لا بد له من تنفيس ونحن ننفس هذا التوتر بطريقة واحدة نسميها "المشاعر". وقد يكون هذا الشعور مثل الشعور الذي كلف هيرب عدم تطوير عمله. وأعتقد أن هذا ثمناً باهظاً دفعه هيرب مقابل الانطباع السيئ الذي تركه لدي لثيا. ولكن هذا هو ما كان.

  • 4. تتبلور التقديرات والتقييمات وتخرج إلى عالم الواقع في الحال. 

تتحكم الانطباعات في مشاعرنا وسلوكنا تجاه الآخرين. فهذه الانطباعات تأتي إلى العقل وتستمر فيه تماماً كما رأيناها في المرة الأولى...... وذلك حتى إذا كنا أحياناً لا نستطيع أن نحدد هذه المشاعر بشكل مباشر:

  • أظهر غضبك وأياً كانت شخصيتك فلن يعود عليك هذا بنفع أبداً. حيث سيظل هو يضمر لك شعوراً يسيطر عليه فهناك وفي أعماق أعماقه سيتساءل ماذا كنت من تلك النوعية المتبرمة والتي لا تريد إظهار هذا التبرم.
  • اترك انطباعاً جيداً، انطباعاً يجعله يتخيل وجود هالة حول رأسك وبهذا ستجد شيئاً رائعاً يحدث....... ويحدث.... ويستمر. ومن هذه الحظة فصاعداً وحتى عندما يشتد الخطب وتسوء الأحوال بينكما فسيكون فيها جزء تحركه لا شعورياً الذاكرة الشعورية التي سيتحرك جزء منها لا شعورياً، والتي يتعمق فيها الانطباع بأنك شخص مخلص ونو مشاعر فياضة.

لن تسنح لك فرصة ثانية لإعطاء الانطباع الأول

إذا كان جوهر الانطباعات التي تخلقها في الآخرين يدوم دون نسيان فهذا يحتم عليك الاهتمام الجاد بهذه الانطباعات منذ البداية، وعندما تظهر للآخرين الثبات في الموقف فإن هذا سيساعدك على فعل ما تريد والتحكم في زمام حياتك.

تعامل بثقة مع الآخرين وتجد منهم الثقة فيك أما إن تعاملت معهم بضعف ودون شخصية لن تجد منهم احترماً.