هل هناك أي فرد على ظهر البسيطة لا يحلم بأن يكون بطلاً طيلة حياته؟ بالطبع لا يوجد من هو كذلك - فحتى البسطاء منا يعتقدون أن لديهم القدرة على أن يتصرفوا بطريقة خاصة، وأن يتصرف معهم الآخرون بنفس هذه الطريقة.

وإنني هنا بصدد الحديث عن القوة الجبرية التي تخلق في الآخرين الرغبة ليشاركونا أحلامنا وأن يسهموا في وجودنا، والتي تعمل على علاج الخجل الذي بداخلنا والألم الناتج عن نظرتنا الدونية لذاتنا، وهذه القوة كذلك هي التي تساعدنا في أن نتغلب على الخوف وأن نبني جسوراً من الحب وأن نقوي العلاقات الأسرية وأن نحقق كذلك النجاح في حياتنا العملية.

وقد مر كثير منا بالتجربة المرة عندما يُرى الآخرون من الرجال والنساء والأقل كفاءة يحققون نجاحات كبيرة على المستوى الشخصي والمادي وهي نجاحات تمر علينا دون أن نحققها - بل نكتفي بالوقوف على الخطوط الجانبية يمزقنا الألم تريد أن تكون القوة والثقة التي بداخلنا عاملاً من عوامل النجاح.

كيف تسيطر على الحياة بدلاً من أن تكون ضحية لها

 منذ خمسة وعشرين عاماً نصبت حياتي لدراسة الفروق بين الأشخاص. فالبعض يعمل على تحويل الأحلام إلى واقع ملموس، والبعض الآخر قادته رؤيته الشخصية إلى الغرق في بحر اليأس والإحباط.

وبداية، وضعت في ذهني اعتقاداً راسخاً وهو أن كل شخص يولد وبنيه قوة طبيعية لأن يكون هو المسيطر على حياته وليس ضحية لهذه الحياة. ولكن، إذا كان الحال كذلك، فما الذي يدفع بعض الأشخاص ذوي القدرات الضعيفة إلى تحقيق نجاحات في حياتهم في الوقت الذي نجد فيه أمثالهم بنفس قدراتهم أو أفضل قدرات منهم يقعون في الفشل والإخفاق.

وبصفتي مستشاراً نفسياً لعديد من المؤسسات الأمريكية الشهيرة مثل بيبسي كولا، وفريتولاي، وبروكتر، وجامبل، وريفلون وكثير غيرهم، فقد سمح لي ذلك أن أعمل عن قرب مع آلاف الأشخاص. فمن بوسطن إلى أوستين إلى سياتل لاحظت الملكات والخصائص البشرية وفحصت كذلك العوامل البشرية التي تدفع الأفراد نحو النجاح. وبعد سنوات من البحث، توصلت إلى حقيقة في غاية البساطة ولكنها تصبح شيئاً جباراً إذا ما تم تنفيذها بمهارة.

وهذه الحقيقة هي أن الحياة فيها طرفان فائز وخاسر، ولكن لا يوجد من يولد فائزاً. فأنت الذي عليك أن تتعلم كيف تفوز. وإلا فإنك تقود نفسك تلقائياً نحو الخسارة.