أبدل العدوانية بالجاذبية (موهبة القيادة)

يعتقد المتسلطون وذوو الشخصيات الديكتاتورية أن العدوانية القاعدة الأساسية لقوة الشخصية، وإذا كان هناك سبب من وجهة نظرهم يدعو إلى هذا الاعتقاد؛ فإن عندنا أكثر من سبب يبرهن على عدم صحة هذا الاعتقاد.

فهناك فارق كبير بين الجاذبية (الكاريزما) وهي أن يتملك الشخص الآخرين بقدراته الفائقة فهذه هي قوة الشخصية الحقيقية وبين التسلط بوقاحة وهو الذي يرتكز عليه العدوان المجرد. وعندما يغيب الديكتاتور، يهرول كل شخص ليعطل النظام القائم:

  • فالأطفال يسلكون تصرفات غير مقبولة.
  • والموظفون يفقدون تركيزهم في الأداء.

وكل من لهم صلة بك سيهملونك وراء ظهرهم: أما الشخصية القوية فعلاً، فإن أثرها يدوم.. فالآخرون لا يؤدون بالطريقة التي تودها لأنك تجبرهم على ذلك، بل لأنهم يودون ذلك. ولهذا، فإن النظام يبقى واحداً سواء أكان الشخص موجوداً أم غائباً.

ويقول أردين میلدون - مدير من مدينة سولتي ليك «هناك جزء ضئيل من التسلط في كل منا، ولكن الكثيرين لديهم الذكاء الكافي لعدم إبرازه وتنفيذه. وأنا متأكد أن هذا الجزء موجود في وأنا أكرهة بالفعل. فما نكرهه في أنفسنا هو أكثر شيء نكرهه في الآخرين. وأعتقد أن هذا يفسر ببساطة كراهيتي للمستبدين».

ستة أعراض للعدوان والأثر الناتج عنها

عندما يكون هناك منافسة على القيادة، سواء أكان ذلك في العمل، أو الحكومة أو الأسرة، أو أي من المنظمات الاجتماعية، فإن العدوانيين من الرجال والنساء دائماً ما:

  1. يفوزون في المناظرات.
  2. يتكلمون بصوت عالٍ.
  3. يتصرفون بطرق مسيئة ووقحة وساخرة.
  4. يهيمنون على مساعديهم.
  5. يعبرون على مشاعرهم وحاجاتهم وأفكارهم بطرق ما تشوه الآخرين.
  6. يصرون على أن يكونوا هم أصحاب الكلمة الأخيرة.

وعلى عكس المظاهر، فإن سلوكهم لا ينبع من ثقة كبيرة في أنفسهم في التي تعبر عن قوتهم الداخلية. بل إن هذا السلوك نابع من خوف خفي بأنهم إن لم يتصرفوا بهذه الطريقة وتركوا الأمور تسير على ما هي، فإنهم سوف يفقدون السيطرة. وهذا يولد أسوأ نوع من الأثر المضاعف فهم لا يحترمون الأفراد الواقعين تحت مسؤوليتهم (لأنهم إن احترموهم، فلن يسمحوا لأنفسهم أبداً أن يمتهنوا كرامتهم)، كما أنهم يخشون وجود علاقة قائمة على المساواة لأن وجود مثل هذه العلاقة قد يظهر ضعفهم الداخلي.

وكان الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون هو ومستشاروه المقربون دائماً ما يخلطون العدوانية بالسلطة والنموذج الواضح على ذلك وليس الوحيد فضيحة ووترجيت.

ويقول تشارلز كولسون - مستشار خاص سابق بالبيت الأبيض والمحكوم عليه بالسجن حالياً «إن الشيء غير السيء فهمه تماماً في فضيحة ووترجيت هو أن كل شخص يعتقد أن الأشخاص الذين كانوا حول الرئيس كانوا مغرمين بالسلطة. ولكن المسألة كانت تتمثل في عدم وجود حالة من الأمن. وهذه الحالة بدأت تكون نوعاً من جنون العظمة، وقد بالغنا في تقدير الهجوم الذي كان مسلطاً علينا.............».