هل لدى أطفالك أصدقاء لا يعجبونك؟ مثل ذلك الطفل الشقي زميل ابنك في الحضانة، والذي يجذب شعر زملائه حين لا تراه المدرسة. أو تلك الفتاة في الصف الخامس التي تصاحب زميلاتها يوماً ثم تخاصمهم اليوم التالي؟ أم ذلك الفتى ذو الخمسة عشر عاماً الذي يتهرب من أداء واجباته المدرسية (والذي تشك أيضاً أنه يدخن السجائر)؟

أجل، عبر مسار أبنائك الدراسي سيكون لهم أصدقاء تتمنى ألا يصادقوهم مطلقاً. ربما تشعر بأنهم يضايقون أبناءك، أو أن لهم ”تأثيراً سيئاً” عليهم، أو يجعلونهم يحدثون المدرسين بوقاحة أو يتهربون من واجباتهم.

كانت أمي تكره أي أصدقاء لي كانوا لا يتحدثون بصورة ” لائقة ” (وهو شىء صعب في تلك المدرسة الواقعة جنوب لندن، التي كنت أذهب إليها) . ومع هذا فهي لم تعرف مطلقاً هوية هؤلاء الأصدقاء الذين علموني كيف أصنع تلك المتفجرات المنزلية في كوخ الحديقة.

ما الذي يمكنك فعله حيال هذا الأمر إذن؟ حسناً بما أنك قرأت عنوان قاعدتنا هذه فسأفترض أنك تعلم ما سأقول. صحيح _ فقط تقبلهم. إن طفلك بحاجة إلى تعلم كيفية اختيار أصدقائه بنفسه، حتى إذا لم تعجبك اختياراته تلك. لابد أن تقرر طفلتك بنفسها أنها ملت من صديقتها” كريستى” التي تصاحبها يوماً وتخاصمها آخر، وأن يقرر ابنك ما إذا كان التهرب من حصة اللغة الفرنسية بصحبة” جيك” فكرة طيبة أم لا.

وفي النهاية سوف تنبع قراراتهم من القيم التي غرستها أنت فيهم؛ وهذا سيحتاج-إلى بعض الوقت — حيث سيكون عليهم أن يجربوا بعض الأصدقاء السيئين أولاً حتى يتعرفوا على الأصدقاء، الصالحين. لذا لا تتأزم بشدة حين ترى ابنك يخرج بصحبة أطفال أشقياء في السادسة من العمر. وفي النهاية سوف تؤتى التربية السليمة أكلها.

أما في الوقت الحالي فإن أطفالك يتعلمون الكثير من الأمور من أصدقائهم؛ سواء كانت جيدة أم سيئة؛ فالرسوب في اختيار اللغة الفرنسية بسبب تهربه المتواصل من الحصص سيعلمه درساً مؤثرا، ربما أكثر من حضوره المنتظم واجتياز الاختيار. إن الصحبة السيئة تعلم أطفالك الكثير. خاصة إذا كنت قد ربيتهم تربية صالحة.

وعموماً؛ كيف لك أن تعرف أن أصدقاء أطفالك سيئون؟ ربما يكون لطفلك رغبة في كسر بعض القواعد وتلك الصحبة تساعده على ذلك، حتى لو كنت لا يعجبك هذا، وربما يكون نلك الطفل الذي يدخن هو أكثر الأصدقاء الذين سيجدهم ابنك إخلاصاً وربما تكون تلك الصديقة التي تتلاعب بمشاعر طفلتك هي الوحيدة التي تقف معها وتدافع عنها أمام من يتنمرون عليها بالفصل، أو متى تستطيع إضحاكها حين تمر بيوم سيئ. بالطبع أنت غير مجبر على تقبل فكرة أن يدخن طفلك أو يخرب السيارات، لكن الصديق الذي يفعل مثل هذه الأمور قد يكون صديقاً جيداً.

كيف لك أن تعرفأصلاً إن أصدقاء أطفالك سيئون؟

بالنسبة لي، وبالرغم من تفضيلي لبعض أصدقاء أبنائي على غيرهم، إلا أنني أتقبلهم جميعاً، وحتى هؤلاء الذين أحبهم بدرجة أقل، إلا أنهم يمنحون أطفالي شيئاً قيماً. إن كل مشكلاتي في الواقع هي مع بعض آباء هؤلاء الأطفال.