إنني لن أخبرك هنا بما يجب وما لا يجب أن تطهوه لأطفالك؛ فليس لدي فكرة عن ذلك، فقد تكون شخصاَ نباتياَ، أو مدمناً لتناول الفطائر المحلاة (وهذا يبدو مفهوماً بالنسبة لي)، أو تخاف من تناول نبات الخس.

أنت وحدك تتحمل مسئولية اختيار الطعام الذي تطعمه لأطفالك، وهناك نظم غذائية كثيرة يمكن أن تختار من بينها ما يناسبك. كما أن النظم الغذائية غير الصحية معروفة للجميع (مثل الكعك المحلى، وهوما يدعو للحزن).

لكن مهما كان الطعام الذي تختاره، فإن الطعام الذي سيعتاد أطفالك على تناوله سيشكل عاداتهم الغذائية، والتي سيصعب للغاية، التخلص منها لاحقاً، لذا احرص على تكوين عادات غذائية طيبة لديهم، أي عادات تمكنهم من الاستمتاع بحياتهم بعد البلوغ بصحة طبيعية.

إن الطعام الذي سيعتاد أطفالك على تناوله سيشكل عاداتهم الغذائية، التي سيصعب، للغاية، التخلص منها لاحقا.

لقد نشأت في وقت كانت العادات الغذائية فيه مختلفة؛ فقلد عاصرت والدتي إحدى الحروب، واعتادت على فكرة تقنين الطعام. وكانت السمنة شيئاً نادر الوجود. ونتيجة لهذا غرست قواعد عديدة بداخلي، كانت طبيعية بالنسبة لها، لكنها لم تكن لها معنى بالنسبة لي.

على سبيل المثال: كان مطلوباً منى أن أتناول كل ما في طبقي من طعام، ولم يكن مسموحاً لي بالقيام من على المائدة حتى أفعل ذلك. لقد كان هذا مناسباً حين كنت طفلاً صغيراً وحينما كانت كميات الطعام قليلة، لكن حينما كبرت لم يساعدني هذا الأمر على التحكم في وزنى؛ فعندما كنت أحاول تقليل وزني، كان من المستحيل على أن أترك أي طعام في طبقي.

والآن، صار مسموحاً لأطفالي أن يتناولوا القدر الذي يرغبونه، وإذا ما تم تقديم كمية أكبر من تلك التي يستطيعون تناولها، فإنه مسموح لهم بان يتركوا ما زاد على حاجاتهم.

إليك مثالاً أخر: حين كنت طفلاً لم يكن مسموحاً لي بتناول حلوى البودنج إلا بعد الانتهاء من الطبق الرئيسي. ما الذي تعلمته من هذا؟ إن هذه الحلوى الشهية هي الهدف المنشود وأن باقي الطعام ما هو إلا مرحلة تمهيدية يجب أن يتحملها المرء للوصول إلى ذلك الهدف الحلو اللذيذ.

وبالطبع لم يساعدني ذلك على الحفاظ على وزني. كيف أتغلب على هذا الأمر مع أطفالي إذن؟ الإجابة هي أننا نادراً ما نتناول حلوى البودنج، إلا إذا ما حضر إلينا ضيوف، وبالطبع ليس مطلوباً منهم أن ينهوا ما بأطباقهم أولاً ليتناولوا الحلوى.

مثال آخر: كنت دائماً أُمنَحُ الحلوى إذا ما جُرحت، أو كمكافأة لتصرفي بصورة حسنة، وهذه العادة صارت راسخة بداخلي من طفولتي وإلى الآن. فكلما شعرت بأنني في حالة ضيق، أكافئ نفسي بقطعة من الحلوى. كما أنني أخبر نفسي بأنني حين أنتهي من كتابة هذه المجموعة من القواعد فإنني سوف أتناول قطعة من الكعك.

ما العادات التي ترسيها بداخل أطفالك إذن؟

ربما يكون أطفالك محميين بصورة طبيعية من الوقوع في مشكلات زيادة الوزن، أو أي مشكلات صحية أخرى مرتبطة بنظم الغذاء السيئة. ربما يكون أطفالك بحاجة إلى مجموعة مختلفة تماماً من القواعد الغذائية عن تلك الخاصة بي. ربما تكون لديك طرق لتجنب العادات السيئة التي ذكرتها عن نفسي. ليس لدي كل الإجابات هنا، لكن كل ما أريد أن أقول هو أن عليك الحذر من العادات التي ترسيها فيهم، واحرص على أن تزودهم بالقواعد التي تريدهم أن يتسلحوا بها حقاً.