حين طلقت زوجتي الأولى منذ عدة سنوات، صرت أنا العائل الوحيد لأبنائي ولم أكن أملك شيئاَ. كنت أعيش مع أطفالي في منزل مستأجر به أثاث قليل. وذات مساء كنت أتحدث مع ولدي -وكنا جالسين على صناديق وكنت مغموراً بالشعور بالذنب بسبب ما يعانيه أبنائي بسببي. وقلت له: ” أنا آسف للغاية يا رفيقي. آسف لأنك تمر معي بكل هذا". أتعلم ماذا كان رده؟ لقد قال: "كلا يا والدي. الأمر رائع، وممتع بحق!".

بالطبع لم يكن يعنى أنه يتمنى انفصال والديه. لكن بينما كنت أنا قلقاً بخصوص ظروف معيشته. كان هو يشعر كأنه في إجازة صيفية. ولقد افترضت فقط أنه يشعر بنفس شعوري. ولكنني كنت مخطئا.

والعكس صحيح أيضاً. أحياناً ما يكون الأطفال أكثر حساسية حيال بعض الأشياء أكثر منا. ربما تتذكر حين كان الأطفال بالمدرسة يتندرون عليك لكنك كنت لا تلقى بالاً لهذا الأمر. لكن هذا لا يعنى أن هذا سيكون شعور طفلك كذلك. ربما لا تفزع من أمر الانتقال إلى مكان آخر حسب متطلبات وظيفتك الجديدة، إلا أن هذا قد يكون له أثر مدمر على نفسية ابنتك المراهقة.

ولابد لك من التعامل مع صدمتها النفسية هذه بكل جدية لأنها حقيقية. ليس كافياً أن تطلب منها أن تكون أقوى، أو تخبرها أنها سوف تكون صداقات جديدة. وأن هناك بريداً إليكترونيات وبرامج للتحاور مع أصدقائها القدامى (لاحظ أن هذه الأشياء لم تكن موجودة في أيامي).

حين تكون بصدد التعامل مع مشاغر طفلك، وخاصة إبان أوقات الأزمات، ليس مهماً ما تشعر أنت به، بل إن ما يشعر طفلك به هو المهم حقاً. ركز على طفلك وانس نفسك. لدي صديقة عزيزة مات زوجها مؤخراً. وحين أخبرت أطفالها بهذا كانت استجابتهم، على تنوعها، تعبر عن الحزن العميق، لكن في نفس اليوم وجدتهم لاحقاً يلعبون ويضحكون.

ولقد أخبرتني بأنها جرحت لرؤيتهم سعداء، تماماً كما جرحت لرؤيتهم وهم حزانى قبلاً. لكن الأطفال يتأقلمون بصورة مختلفة مع الحزن، ولا يفيد أن تحاول قياس استجاباتهم وفثا لاستجاباتك أنت.

عند التعامل مع الأزمات الكبرى في الحياة، لا تحاول تخمين الطريقة التي سيتأقلم بها أطفالك مع الموقف. اعتمد عليهم ليخبروك بما يشعرون. لكن لا تفترض أنهم سيحتاجون لنفس الدعم الذي كنت ستحتاج إليه أنت لوكنت في مكانهم؛ فربما يفضلون أن يكونوا وسط أصدقائهم في الوقت الذي كنت تفضل أنت أن تكون بمفردك. ربما يرغبون وقتها في الذهاب في إجازة لم تكن أنت لتحتمل القيام بها، أو إلغاء، الحفل الذي كنت أنت ستعتزم المضي في لإقامته، وإذا كان لديك أكثر من طفل واحد، فستجد استجابات متباينة.

كل هذا سيؤدى إلى خيارات وتسويات متعددة، وأنت فقط من سوف يحدد ما إذا كنت ستستجيب مع موقف الصراع بأسلوبك أنت أم بأسلوبهم هم. المهم في الأمر هو أن تنظر لمشاعرهم وأساليب تأقلمهم بجدية، تماماً كما تنظر إلى تلك التي تخصك أو تخص أي شخص آخر.

اعتمد عليهم ليخبروك بما يشعرون، لكن لا تفترض أنهم سيحتاجون لنفس الدعم الذي كنت ستحتاج إليه أنت لوكنت في مكانهم.