بينما يكبر أبناؤك متجاوزين مرحلة الطفولة. ستقل حاجتهم إلى الاعتماد عليك بصورة مطردة (وهذا، راجع لأنك نجحت نجاحاً مبهرا في عملية تنشئتهم). لكن، من حين لآخر، سيحتاجون إليك في شىء ما؛ قد يكون المال بالطبع، خاصة في سنوات شبابهم الأولى، وقد يحتاجون منك إلى النصح، وربما يحتاجون إلى مساعدتك في العناية بأطفالهم، أو الاحتفاظ بالكلب أثناء سفرهم في إجازة أو حتى المساعدة في أعمال الحديقة، وربما يريدون رأيك كشخص أكثر خبرة بشأن بيع المنزل أو كتابة سيرة ذاتية أو شراء سيارة.

إضافة إلى ذلك-هناك العديد من الأشياء غير الملموسة؛ فهم لا يزالون بحاجة إلى أن يحظوا بقبولك؛ ربما لكي تشاهد منزلهم الجديد. أو رؤية الطفل حديث الولادة، أو رؤية شاحنة الرحلات التي قاموا بشرائها. ورغم أنهم يريدون نفس هذه الأشياء من أصدقائهم الآخرين؛ إلا أن الأمر ليس سواء؛ فحين كانوا صغارا كانوا معتادين على أن يجعلوك ترى رسوماتهم أو قلاع الرمال التي كانوا يبنونها أو ملابسهم الجديدة. الأمر الآن مشابه، لكن على مستوى أكبر. إنهم يحتاجون منك أن تخبرهم بانهم يبلون بلاءً حسناً (على الرغم من أنك لم تسمح لهم بالاعتراف بأن هذا هو ما يبغون حقاً _ ولا هم كذلك ) .

كما سيحتاجون إليك من أجل الأشياء المهمة من حين لآخر بالطبع؛ مثل التواجد فى حالة الوضع المفاجئة لابنتك، أو الوقوف بجانب ولدك في حالة الطلاق، أو مساعدة ابنك المريض للغاية، أو توفير المأوى لابنتك وعائلتها بعد أن غمر الفيضان منزلهم. في هذه الحالات يكون أبناؤك بحاجة إلى شخص يلقى كل ما بيده ويندفع لمساعدتهم أولاً ثم يستفسر ثانية، وإذا كنت والداً عاقلا، فسوف يعلمون أنهم يستطيعون الاعتماد عليك حين تسوء الأمور؛ وذلك دون جلبة أو شكوى (أو إشعار بالذنب).

وكما قال " روبرت فروست ” المنزل هو المكان الذي لابد أن يقبلوك فيه ‘متى ذهبت إليه "، وهذا هو ما تحتاج لتوفيره لأبنائك (مع إبدا بعض الحماسة). والآباء المتميزون فخورون دوماً لكونهم مستعدين لمساعدة ودعم أبنائهم، ويسعدهم المساعدة في أوقات الأزمات، دون الشكوى من أن حياتهم تعرضت للمقاطعة.

بينما يكبر أبناؤك، ستقل زيارتهم لك أكثر وأكثر، وربما لن يطلبوا منك شيئاً مهماً لسنوات أو حتى عقود. لكن لا تنخدع وتظن أنهم هكذا لن يحتاجوا إليك بعد اليوم لأن هذا غير صحيح؛ فهم سيكونون دوماً بحاجة إليك. فقط لا تدعهم يعلموا أنك تعلم ذلك.