ثقافة الإعتذار : اعتذر إن أخطأت

إن واحداً من الأشياء التي لابد أنها صارت واضحة لك الآن هي أن الطريقة التي نتصرف بها تمثل النموذج الأقوى الذي يحتذي به أطفالنا في تصرفاتهم، ولقد اتقتنا على أننا إذا أردنا ألا يفقد أطفالنا أعصابهم فعلينا ألا نفقد نحن أعصابنا أولاً، وأننا إذا أردنا منهم أن يستخدموا عبارات مثل "أشكرك" و "من فضلك " فلابد أن نعاملهم بأدب أولاً. حسناً، إليك بشيء، آخر لابد أن تفعله مع أطفالك٠ والأمر العجيب هو أن العديد من الآباء يواجهون مشكلة كبيرة في هذا الأمر تحديداً.

أعتقد أن الإحساس الذي يساور العديد من الآباء هو أنك إذا ما اعترفت بخطئك أمام طفلك، فأنت بهذا تقوض من ثقة طفلك فيك. وأنك إن قلت إنك آسف، فسوف يدرك طفلك أنك لست كاملاً على الدوام.

حسناً دعني أخبرك بأمر: لن يمر وقت طويل حتى يدرك أبناؤك ذلك بأنفسهم، ولذلك ربما يجدر بك أن ظهر لهم، من حين لآخر، أنك لست إنساناً كاملاً وأنك ترتكب الأخطاء أحياناً.

وكلما أبديت استعداداً للاعتذار حين ارتكابك للخطأ، أدرك أطفالك أنه لا يقلل من شان المرء، اعترافه بارتكاب الأخطاء -فالكبار الذين يتخذونهم قدوة يقومون بهذا دون أي غضاضة، كما أنهم سيرون أن كل الناس يرتكبون أخطاء وأنه ليس هناك ما يخجلون منه فأنت تعترف بالخطأ، نعم، وأنت مستعد لتصحيحه، لكن ليس هناك ما يدعوك للخجل منه. إنك بحاجة إلى أن تعلم أبنائك أن اعتذارهم يجب أن يكون الاستجابة الغريزية التي تصدر منهم بمجرد أن يدركوا أنهم جرحوا أو أهانوا أو ضايقوا أي شخص أو تفوهوا بشيء غير مناسب في حقه.

إنك بحاجة إلى أن تعلم أبناءك ثقافة الإعتذار، وأضيف على هذا أن بعض البالغين يواجهون صعوبة في الاعتذار لأي شخص. ناهيك عن أطفالهم. إذا وجدت في نفسك صعوبة في الاعتذار عندما تكون مخطئاً، فعليك بمواجهة هذا الموقف الآن قبل أن تغرس هذا في أطفالك إن الأبوة فرصة رائعة لمساعدتك على التغلب على مواطن القصور التي بك قبل أن تقوم بتوريثها لأطفالك.

حين منعت ابني من مشاهدة التلفاز لمدة عام كامل، كان المخرج الوحيد من هذا الموقف هو أنني قلت له بصراحة: "إنني آسف، لقد ارتكبت خطأ وفقدت أعصابي ولم يكن حريًا بي فعل هذا، وكانت أنني تفوهت بهذا التهديد الأجوف، وما كان يجب أن قوله هو أنك من مشاهدة التلفاز لمدة أسبوع وبما أنك استمررت على سلوكك فهذا هو ما سيحدث بالفعل". ربما يبدو هذا الاعتراف مهيناً بعض لكني أنا الذي جلبته على نفسي من الأساس.