لا يوجد ما يسمى بالمدرسة المثالية؛ فالمدرسة التي يقصدها أبناؤك يتعامل معها المئات، بل الآلاف من أولياء الأمور، ومن المحال أن يتفقوا جميعهم مع كل ما تفعله المدرسة، وإذا كان لابد من الإنفاق على كل سياسة مدرسية بإجماع الآراء من قبل أولياء الأمور، لما استطاعوا الاتفاق على أي شىء حتى ميعاد بدء الدراسة صباحاً.

لذا، فمن المتوقع أن تجد أشياء في المدرسة لا توافق عليها، مثل كم الفروض المنزلية المنوط بأطفالك عملها: مقدار شدة _أو قلة _ العقاب. الزي الموحد الغبي الذي على أطفالك ارتداؤه، إجبار جميع الأطفال على ممارسة كرة القدم حتى وهم يكرهونها، حقيقة أن اجتماعاتهم المدرسية تتم بشكل علني، حقيقة أن اجتماعاتهم المدرسية لا تتم بشكل علني، إجبار الأطفال على تعلم الإسبانية بدلا من الألمانية، إجبارهم على اللعب داخل المدرسة حين تمطر السماء، والقائمة لا تنتهي.

ليس بيدك شىء تفعله. بالطبع يمكنك نقل أبنائك إلى مدرسة أخرى، لكن تلك الأخرى سيوجد بها نفس تلك الأشياء المقلقة الصغيرة، كل ما هنالك أنها ستكون مقلقات مختلفة. الأهم من ذلك هو أنه ليس بيد ابنك أن يفعل شيئاً حيالها كذلك، وهذا يعنى أنك إن شجعت أطفالك على تحدى نظم المدرسة على الدوام فإنك بهذا ستجعل حياتهم هناك جحيماً، ضعوف يقعون في مشكلات مع المدرسين وربما سيسخر منهم زملاؤهم الطلاب. كلا، ليس من المفترض أن يتلقوا رسائل متعارضة من المدرسة ومن المنزل.

ما عليك أخذه في الاعتبار بشأن أي مدرسة هو أنها تأتى كحزمة متكاملة؛ بها أشياء ستعجبك وأخرى لا تعجبك، وإذا ما قلت المميزات عن العيوب، ربما يجدر بك التفكير في تغيير المدرسة، وهذا موضوع مختلف. لكن مادام ابنك مازال بها، فعليك تقبلها بما لها وما عليها، وهذا يعنى أنه ينبغي عليك أن تظهر دعمك للمدرسة حتى لتلك الأشياء التي لا تهتم بشأنها؛ فلا بد أن تشجع أبناءك على القيام بواجباتهم المنزلية، حتى إن كنت تؤمن أن حجمها مبالغ فيه ، كما يجب أن تجبرهم على ارتداء الزى الموحد السخيف، أو ممارسة لعبة الهوكى، أو معاملة مدرسيهم باحترام؛ حتى إن كانوا لا يحترمونهم على الإطلاق.

قد تتساءل عن كيفية التصرف إذا ما واجهك طفلك بسؤال كالآتي: "هل تظن أنه من العدل أن يعطونا كل هذا القدر من الواجبات المدرسية؟”. هل ستكذب على طفلك؟ حسناً، يمكنك أن ترد عليه بما قلته لك للتو: "إنها حزمة متكاملة، وما دمت بهذه المدرسة فعليك تقبلها بكل ما فيها”، وبهذه الطريقة أنت تعلم أطفالك كيفية التصرف داخل أي مجموعة اجتماعية، وأن التعاون مع النظام أكثر أهمية بمراحل من الاتفاق معه.