أثناء تربية أبنائك: ليس عليك أن تتبع كل نصيحة تتلقاها (بما فيها هذه النصيحة)

ما الذي قالته لكي والدتك؟

لابد أن تجعلي الطفل يتجشأ كل عشر دقائق أثناء إطعامك إياه. بينما والدة زوجك تؤكد على ضرورة شراء ملابس غير فضفاضة حتى لا تلتف الملابس على رأسه. وبالطبع تنصحك أفضل صديقاتك بألا تفكري في شراء ذلك المهد الذي يستخدم لحمل الرضع أثناء الخروج في الوقت الذي تصرفيه صديقة أخرى أنه لا غنى عنه لأي أم... يا للحيرة!

 وهذا فقط قليل من كثير؛ فكم النصائح التي تنهال على الأب والأم _ حين يرزقان بطفل جديد -مرعب حقا. وحتى بعد مرور ثماني عشرة سنة لن يتوقف الأمر: "لا ينبغي عليك إرسال ابنك للجامعة؛ فهذا مضيعة للوقت -عليه البحث عن وظيفة"، أو "لابد أن تشجع ابنك على الاستقلال بحياته بمجرد إتمامه الثامنة عشرة والا سيظل معتمداً عليك لبقية حياته"، أو" لا تشتر لابنك السيارة التي يريدها، بل اجعله يدخر ثمنها بنفسه؛ فهذا هوما فعلناه عندما كنا في سنه"

إلا أن هناك شخصاً وحيداً أنت ملزم حقاً بالاستماع إليه؛ أنت وحدك. وإذا كنت تشترك في تربية الطفل مع شريك الحياة، فعليك الاستماع إلى وجهة نظر شريك حياتك كذلك، لكن إن لم تفعل فسوف تصاب بالجنون. ولا تنس ما اتفقنا عليه من أنك لابد أن تظل محتفظاً بعقلك.

لا أعني هنا أنه ينبغي عليك تجاهل ما يلقى إليك من نصائح جيدة، فربما تختار اتباع نصيحة جيدة أو اثنتين. لكن حتى إن كانت النصائح الملقاة على مسامعك مفيدة، فليس عليك اتباعها حرفياً، فنجاح أسلوب أو خطة أو نظام أو طريقة أو أي شيء آخر مع شخص ما لا يعنى بالضرورة نجاحه معك؛ فلا يوجد طفل مثل طفل آخر، ولا يوجد أب مثل آخر، وعليه فمن غير المحتمل أن تنفعك نصائح الآباء الآخرين.

إن نجاح أسلوب أو خطة أو نظام أو طريقة أو أي شيء أي شيء آخر مع شخص ما لا يعني بالضرورة نجاحه معك

سألتني جارة لي ذات مرة عما إذا كان ينبغي عليها أن تضع لطفلها نظاماً من الوجبات والغفوات بالطبع لم يكن هناك جدوى من سؤالها لي؛ لأننا -كنا على طرفي النقيض فيما يتعلق بهذا الأمر كد كانت منظمة ومرتبة في حياتها بدرجة عالية بحيث كانت تشعر بالتوتر البالغ إذا ما سار شيء على غير نظامه المألوف، على النقيض من ذلك، كنت أفضل التعامل مع هذه الأمور باسترخاء ولم يكن يقلقني أن يأكل أطفالي أو يناموا وقتما يحلو لهم.

الآباء المتميزون لديهم الثقة الكافية لكي يرفضوا النصائح التي لا تلائمهم؛ لذا عليك الاستماع لأي نصيحة توجه إليك، ثم تدبرها جيداً على ضوء نظام حياتك أنت، وإذا لم تلائمك النصيحة فلا تتبعها. وهنا عليك الابتسام بكل أدب ثم تقول: " شكرا لك، سوف أضع نصيحتك هذه في اعتباري".