القاعدة الثانية للتربية بالنسبة لريتشارد تمبلر هي : لا أحد كامل

هل فكرت يوماً فيما سيكون عليه الحال إذا ما كان لك أبوان كاملان مثاليان؟ حسناً، فكر في الأمر الآن. تخيل أن أبويك لم يرتكبا أي أخطاء أثناء مرحلة تنشئتك (أذا واثق بانهما ارتكبا أخطاء) أفترض أنهما كانا ينفذان قواعد التربية بالحرف وأن أمك كانت دوماً على حق. أيبدو هذا ممتعاً؟ بالطبع لا.

اسمع، إن الأطفال بحاجة لشخص يتحدونه وهم يكبرون. هم بحاجة لشخص يلومونه 4 وأظن أن هذه هي مهمتك؛ لذا ربما يجدر بك أن تمنحهم شيئاً يستحق اللوم الذي سيوجهونه تجاهك.

إعلم أن أطفالك سيوجهون إليك اللوم على شيء ما؛ لأن هذه هي طبيعة الأمور.

كيف سيكون الأمر إذن؟

بالطبع لن يكون ذلك شيئاً قاسياً أو مؤذياً -أنت فقط بحاجة للتركيز على إحدى السمات السلبية العادية التي تظهر الضعف البشري الطبيعي. ربعا تفقد أعصابك بصورة أسرع مما ينبغي؟ ربما تضع عليهم ضغوطاً أكثر مما ينبغي؟ أو ربما تكون مهووساً بالنظام والترتيب؟ لكن مهلاً، عندي لك فكرة أفضل: لمَ ترهق نفسك بمسألة الاختيار من الأساس؟ فقط، كن على طبيعتك وأظهر عيوبك الطبيعية. وهكذا توفر على نفسك مجهود التصنع. وعلى الأرجح ستجد في نفسك. نقيصة ما ستظهر من تلقاء نفسها.

بالطبع هذا لا يعفيك من مسئولية تحسين مهارات تربية الأطفال لديك. فإن أهملت هذا الجانب. فقَدَ هذا الكتاب معناه ومقصده. إن ما أعنيه هنا هو أنه لا ينبغي عليك أن تلوم نفسك بشدة حينما تزل قدمك عن معاير التربية السليمة التي وضعتها لنفسك.

وعموماً فأي مثال هذا الذي سترسيه لأطفالك إن كنت لا تخطئ أبداً، ولو حتى خطأ بسيطاً؟ إنني لا أتخيل أنه بمقدوري العيش مع هذا النوع من الآباء، وأعتقد أن أطفالك يشاركونني هذا الرأي كذلك.

اعلم أن أطفالك سيوجهون لك اللوم على شيء ما؛ لأن هذه هي طبيعة الأمور. وحتى لوكنت أباً مثالياً معهم فسوف يلومونك على هذا. لا يمكنك أن تكسب هنا. كل ما يمكنك عمله هو أن تأمل انهم يوماً ما، خاصة لو صاروا أباء، سوف يشعرون بالامتنان لك لعدم كونك مثالياً معهم.