تكون الخطوة الأولى برسم خريطة دقيقة للنفق، تظهر كل المنشأت تحت الأرض، والأنفاق القديمة، والأساسات، بالإضافة إلى حال التربة والصخر. فإذا ما كان مسار هذا النفق يتطابق مع طريق الشارع، أو أنه يقع تحت منطقة خالية من المباني، فإن أسلوب الشق والردم، يكون هو المعتمد، ويرتكز هذا الأسلوب على عملية حفر اجزاء كبيرة من الأرض على مدی عدة صفوف من الأبنية.

ومن جهة أخرى، إذا كان مسار النفق يتعارض مع وجود الأبنية على السطح، فإن جرف هذه المساكن الآهلة بالناس قد لا يكون عملاً منطقياً وفي هذه الحالة بالذات، أي عندما يكون السطح مزدحماً بالأبنية السكنية، فإن بناء النفق يبدأ بحفر مهاوٍ للنفق قبل ثقبه.

وبالنسبة للحالة الأولى، أي تلك التي يكون فيها أسلوب الشق والردم ممكناً، فإن الخطوة الأولى التي ينتهجها فريق البناء تكون بتحديد القياسات الدقيقة لمسار النفق، ثم بزرع سمات معمارية عامودية ومالية على طرفي الطريق، بعد ذلك يقوم فريق الحفر بربط هذه السمات بعوارض حديدية، تليها عملية حفر النفق على طول هذه العوارض المميزة.

أما الخطوة التالية فتكون بوضع عوارض خشبية أو حديدية، سماكتها حوالي 12 إنشاً تكون بمثابة طريق مؤقتة وعلية تستخدم لإنزال معدات الحفر داخل النفق. ومن الضروري عند هذا الحد تزويد کل المنشآت الموجودة في تلك المنطقة بالأنابيب اللازمة والأقنية المؤقتة، بالإضافة إلى العوارض الأفقية الداعمة كي لا ينهدم النفق.

كما يتم تحويل المياه التي تترشح إلى داخل النفق أثناء عملية الحفر إلى أمكنة أخرى بواسطة أقنية المجارير، ويتم عند باديء الأمر بناء أرضية النفق، تليها الجوانب، وذلك بالارتكاز على العوارض الداعمة.

كما يتم مد الكابلات الكهربائية لتأمين التيار، والإشارات الضوئية، وأنظمة السلامة، عبر أقنية متصلة بقناطر تبعد الواحدة منها عن الأخرى بحوالي المئة قدم على طول النفق.

وعندما ينتهي طاقم الحفر من بناء أرض النفق وجوانبه، ينتقل هؤلاء إلى عملية تعمير السقف عن طريق صب الأسمنت فوق أنابيب قمعية الشكل مدونة على طول النفق. وتبقي الخطوة الأخيرة التي تلي ذلك، وهي تمثل بجد وسائل الإنارة وسكك الحديد، وكذلك بتغليف الهيكل الخارجي للنفق بمادة عازلة تمنع ترشيح المياه. يقوم بعدها عمال النفق مليء الحفرة الكبيرة التي شقوها في الطريق بالحصي المضغوطة والتراب.

أما الحالة الثانية المعتمدة في بناء النفق، وهي الحالة التي يمر فيها هذا الأخير وسط منطقة مكتظة بالأبنية، أو يكون هناك رغبة ببنائه على مستوى أعمق من المستوى المطلوب، فهي التي سندرسها في بقي.

وهي تجد عادة بعملية حفر مهاو عمودية وعميقة، وعلى مسافات منتظمة، على طول خط النفق المرسوم. وتدعم هذه المهاوي بأنابيب حديدية ممدودة على طولها لمنع انزلاق الوحي إلى داخلها وانهيارها. وعبر هذه المهاوي يتم إخراج الأتربة والحجارة التي تأتي من عملية حفر النفق، وعبرها أيضاً تتم عملية التهوئة.

في الناحية اليسرى من الصورة نرى نفقاً في طور البناء عبر أسلوب الشق والردم. وفي يتطابق مسار النفق مع اتجاه الشارع تتم عملية حفر قطاعات واسعة من الشارع وتغطيتها أثناء ورشة العمل. أما في يمين الصورة فترى العمال وهم يقومون بحفر نفق عميق بأسلوب المهاوي، التي يتم من خلالها شق طبقة الأرض، ثم رفع الأتربة والصخور عبر فتحة المهوی.

وفي عمق هذه الحفر يقوم عمال النفق بعملية شقه متوسلين لذلك آلات الحفر القوية. وحالما يصطدم هؤلاء ببعض الصعوبات الناتجة عن قسوة طبقة الأرض أو مواجهة بعض الصخور، فهم يلجأون إلى وسيلة حفر بعض الثقوب الضيقة في الأرض وزرع المتفجرات بداخلها، ومن ثم يقوم العمال بنقل الأتربة الناتجة عن الانفجار إلى سطح الأرض عبر عربات نقل صغيرة.

ويغطي طرفا النفق (اللذان يكون أوسع منهما عند الانتهاء عن تعميره) بأنابيب حديدية تعرف بـ "الدرع". (وقد لا تكون هناك ضرورة لمثل هذا الدرع إذا كانت طبيعة التراب صخرية). ويقوم العمال على السطح بأنزال قطع الدرع عبر الهاوي لتركيبها واحدة واحدة.

وتتولى رافعة كهربائية عملية نقل القطع الحديدية إلى داخل النفق؛ حيث ينصب العمال على مهمة تركيب القطع الحديدية، ثم تثبيتها بواسطة المعدن المسبوك أو الأسمنت. وبإستطاعة العمال أن يعملوا بداخل مهاو مختلفة، طالما أن القياسات الدقيقة المدروسة مسبقاً تؤمن تواصل النفق.

وتحدث المياه التي تنبع اثناء عملية الحفر سلسلة مشاكل. ولذلك فمن الضروري زيادة ضغط الهواء في واجهة النفق لمنع المياه من التسرب إلى الداخل، ويستلزم ذلك بناء حائطين متوازيين من الأسمنت بداخل النفق، بحيث يكون بالإمكان الاحتفاظ بمستوى الضغط عالياً بين أحد الجدران وواجهة النفق.

أما المسافة بين المدارين فتكون بمثابة غرفة ضاغطة يتوجب على العمال المكوث بداخلها بعض الوقت وهم ينتقلون ذهاباً وإياباً، بين منطقتي الضغط العالي والضغط العادي. وتفصل بين هاتين المنطقتين أبواب حديدية تسمح بعبور العمال من دون خسارة الضغط.

وحالة ينتهي العمل بالنفق، يعمد فريق الحفر إلى الانتقال للمرحلة التالية، وهي مد السكك الحديدية والكابلات الطويلة على مدي النفق الأسطواني الشكل.

ويتم الاحتفاظ بالمهاوي على أن تستعمل كفتحات للمصاعد الكهربائية، أو الأدراج، أو للتهوئة المستمرة.