في أواخر الأربعينات من هذا القرن، قام دون ماك دونيل، وهو من موظفي شركة سميث كنابل وفرنش للمستحضرات الصيدلية، بزيارة محل بقال في الجوار، ليمعن النظر في مستوعب حبيبات حلوى صغيرة تستخدم لتزيين قوالب الحلوى. وكان العلماء في تلك الفترة مشغولين بالبحث عن شكل دواء يذوب تدريجياً في المعدة بعد بلعه. وقد ألهمته قطع الحلوی ماك دونيل بالحل.

وقد أدت سنوات طويلة من البحث وأجراء التجارب إلى صنع "حبات دواء مفكرة" ـ وهي عبارة عن كبسولات تحوي نحو 300 ـ 900 "حبيبة" صغيرة تذوب في الجهاز الهضمي تدريجياً، ويكون الغرض منها اعفاء متناول الدواء من أخذ جرعات إضافية كل ثلاث أو أربع ساعات.

وكانت النتيجة أن تم تصميم كبسولة "سبانسول" من قبل شركة سميث كلاین وفرتش، واستعمالها في صناعة أنواع مختلفة من الأدوية، بما فيها دواء "كونتاك"، بحيث تتحلل داخل المعدة بشكل تدريجي ومتساوي زمنياً، من دون أن ترتفع نسبة الدواء في الجسم إلى القمة أو تهبط لدرجة التضاؤل أو الزوال تماماً. والسؤال الذي طرح نفسه في هذا المجال هو: كيفه بإمكان هذه الحبات الصغيرة أو الحبيبات أن تعرف متى يحين وقته عملها؟

تتألف على واحدة من هذه الحبيبات من جسمم رئيسي مصنوع من السكر والنشاء وهو ما يعرف باسم المبتدئ، وتوضع ملايين من هذه الأجسام داخل خلاطة كبيرة، تشبه الخلاطة التي تمزج الإسمنت ثم يضاف إليها، أثناء دوران الخلاطة، محلول الدواء، الذي يكون إما على شكل مسحوق أو سائل، فيتم توزيعه بتساوي بين مجموع الأجسام.

وبعد ذلك بتم تغليف هذه الجسيمات الحبيبية بألوان لا تؤثر على عملية الهضم، وذلك لإمكان تعريفها. وأخيراً تغلف هذه الحبيبات بمظروف جيلاتينى مشمع بالطريقة نفسها التي تعلن بها الأدوية الأخری وتختلف الأغلفة بأختلاف مدة الانحلال. فبعض الحبيبات ينحل بالمعدة فوراً، والبعض الآخر يستلزم بعض الوقت بحسب الغرض منه.

والجدير بالذكر أنه من بين الستمئة حبيبة التي تتألف منها كابسولة «كونتاك»، فإن بعض هذه الحبيبات، يبدأ عمله بعد نصف ساعة تقريباً بعد عملية الهضم. وليس الغرض من هذه الحبيبات أن تطلق المضادات الهيستامينية أولاً، ثم مزيلات الاحتقان، وهكذا دواليك، ولكن الغرض منها هر توزيع الدواء بشكل متساو على مدى 12 ساعة من النهار.