الكلمتان السحريتان

 

أحياناً يجعلني نكران الجميل أشعر بشيء من الضيق. إنني أحاول معاملة الناس معاملة طيبة، ومساعدتهم على النجاح، والثناء عليهم وإطراءهم، وبالتالي أكون لهم عوناً في مسعاهم لعيش الحياة التي يتمنونها لأنفسهم. وكل ما أوده في بعض الأحيان هو سماع الكلمتين السحريتين: "شكراً لك".

نعم، أعرف أنك لو صنعت لأحد معروف وانتظرت مقابلاً؟ له أو مكافأة عليه، فهذه ليست هبة، وإنما مقايضة. وأعرف أن الخير يكون جزاء للخيرين. وأعرف أن في الحياة آلية عادلة جداً للحساب، وأن الإنسان كما يزرع يحصد. ولكنني رغم كل ذلك لا زلت أود سماع هاتين الكلمتين السحريتين كثيرة.

كنت أتناول الإفطار مع صديق منذ بضعة أيام. كان هذا الرجل قد ساعد أشخاصاً كثيرين في مؤسسته على إدراك أقصى طاقاتهم والتعرف على أقصى إمكاناتهم، كقادة وكبشر. نظر إلي وقال: "بعد كل هذه السنوات التي قضيتها في العمل، أستطيع أن أعد على أصابع اليد الواحدة عدد من عبروا عن تقديرهم لما فعلته من أجلهم".

أعتقد أن ما نقوله هنا واقعی تماماً. وتوضح استطلاعات الرأي أن السبب الرئيسي الذي يجعل الموظفين يقررون ترك مكان العمل ليس لأنهم لا يتقاضون فيه راتباً مجزياً، ولكن لأنهم لا يحصلون فيها على التقدير الكافي. إن أكفأ موظفيك وأكثرهم موهبة يتركونك ويذهبون لمنافسيك لأن أحداً لم يشكرهم. وقد عبر ماكس دي بري، الرئيس التنفيذي السابق لشركة هيرمان میلر، عن هذه الفكرة بطريقة حكيمة قائلاً: "أولى مسئوليات القائد هي تحديد الواقع. وآخرها هي أن يقول شكراً"

خذ دقيقة من وقتك اليوم وفكر أي الناس في حياتك يجب أن ترعاهم وتقدرهم وتخبرهم أن مساندتهم لك كانت مفيدة ونافعة. قل لهم "شكراً لكم" بصدق وإخلاص وحماس. هاتان الكلمتان السحريتان لا تكلفان شيئاً، ولكنهما يصنعان فارقاً هائلاً.

 

خذ دقيقة من وقتك اليوم وفكر أي

الناس في حياتك يجب أن ترعاهم

وتقدرهم وتخبرهم أن مساندتهم لك

كانت مفيدة ونافعة.