الوقاية من اكتساب العدوى عن طريق الممارسة الجنسية

  • تشجيع الزواج مع الاقتصار على العلاقة الزوجية دون غيرها.
  • الابتعاد عن مضاجعة محترفات ومحترفي البغاء أو مع من يعرف عنه كثرة العلاقات الجنسية بصفة عامة.
  • ممارسة الجنس الآمن وهو الاتصال الذي لا تنتقل فيه السوائل الجنسية من طرف لآخر، ويعد الاتصال الجنسي باستخدام الواقي الذكرى (الكبود أو الفرنش كما يلق علية العامة) من الطرق الآمنة التي تحمى من انتقال فيروس الإيدز كما يسح استخدامه بممارسة العلاقات الجنسية الزوجية في حالة إصابة أحد الزوجين بالمرض. وقد يسأل السائل هل ينبغي أن يستخدم الواقي إذا كان كلا الزوجين مصابا بالمرض؟ والإجابة نعم، وذلك حتى لا يتبادلان سلالات جديدة طافرة قد يكون بعضها مقاوما للعلاج. وفي البلاد التي تسمح بالدعارة المنظمة تفرض السلطات استخدام الواقي الذكري إجباريا كما نشرت الوعي بين المومسات حيث يشترطن على المرتادين (الزبائن) ضرورة استعماله. وقد أدى ذلك إلى انخفاض معدلات انتقال الأمراض المنقولة جنسيا بصورة ملموسة، ويتخذ مؤيدو السماح بالدعارة المنظمة المحكومة ذلك حجة تؤيد وجهة نظرهم عن خطورة استمرار ممارسة الدعرة – التي تعتبر ظاهرة إنسانية – في الخفاء.

 

  • التوسع في ختان الذكور خاصة في بلاد أفريقيا جنوب الصحراء للاستفادة من آثاره الواقية المكتشفة حديثا.

 

الإيدز وختان الذكور

خلال عام 2006 وأوائل عام 2007ظهرت في مجلات علمية رصينة نتائج أبحاث ذات مصداقية عالية تؤكد أن تان الذكور يقلل من احتمالات الإصابة بفيروس الإيدز، وكان لتلك الأخبار دوى عالمي واعتبرت الجهات المعنية هذا الاكتشاف مماثلا لتحديد الفيروس المسبب واكتشاف العلاجات المضادة للفيروس.

 

يعتمد العلم على ثلاث خطوات رئيسية للجزم بصحة أي نظرية واعتمادها حقيقية علمية مؤكدة، أولاها ملاحظة ظاهرة ما وتكرارها، ثم تجميع تلك الظواهر وتحليلها وصياغة فرض أو نظرية منه وفي النهاية يختبر الفرض بإجراء تجارب علمية ذات مواصفات مشددة تمنع وجود أي احتمال للصدفة فنخرج بنتائج عالية المصداقية بحيث تؤكد النتائج الملاحظة أو تنفيها. لو طبقنا تلك الخطوات على موضوع العلاقة بين ختان الذكور والإصابة بفيروس الإيدز نجد أن بداية الأمر كانت ملاحظات فردية متناثرة تشير إلى قلة الإصابة نسبيا في المجتمعات التي ينتشر بها ختان الذكور مقارنة بالمجتمعات التي لا تمارسه، كذا انتشار الإصابة بصورة أعلى في غير المختتنين في نفس المجتمع. تكررت الظاهرة وشكلت فرضا وبدأت الخطوات النهائية لاختبار الفرض، بدأت مجموعات بحثية مختلفة عام 2003 و2004 إجراء دراسات أكدت الأثر الإيجابي لختان الذكور على معدلات الإصابة بفيروس الإيدز، وسوف نلخص نتائج بعض من تلك الدراسات في الفقرات التالية:

 

  • دراسة أجريت في منطقة راكاى في أوغندا قام بها جراى وزملاؤه من جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة ونشرت مؤخرا في مجلة لا نست (من أوسع المجلات الطبية عراقة وانتشارا) في 24 فبراير 2007([1]).

أجرى البحث في إحدى المناطق الريفية من أوغندا على قرابة خمسة آلاف رجل (تحديدا4996) تتراوح أعمارهم بين 15 و49 سنة وجميعهم من غير المختتنين وممن لا يحملون فيروس الإيدز (غير مصابين وقت بدء التجربة كما أثبتت التحاليل المصلية). تم توزيع أفراد البحث عشوائيا على مجموعتين، أجريت عملية الختان لأفراد المجموعة الأولى (2474) بينما ترك رجال المجموعة الثانية (2522) بدون ختان. تمت كتابعة عينة البحث على فترات (6شهور ثم سنة ثم في نهاية البحث بعد سنتين) حيث كانت تجرى لهم الفحوصات اللازمة وأهمها التحاليل المصلية لفيروس الإيدز. وتبين في نهاية الأمر أن الإصابة بالمرض كانت أقل بنسبة 60% في المجموعة الأولى عن الثانية.

  أجريت دراسة مماثلة في كينيا قورن فيها 1,391 ذكر مختن مع 1,393 ممن لم يختنوا وأعطيت نفس النتائج مما أكد فعالية الختان في الحماية من الإصابة ([2]).

يكمن التفسير العلمي لتلك الظاهرة في سهولة مرور الفيروس من خلايا الطبقة الطلائية الرقيقة التي تغطى القلفة بالإضافة الى الحماية التي تعطيها البيئة الدافئة الرطبة التي تسود الجزء الواقع بين القلفة ورأس القضيب للفيروس وتسمح له بتكوين رأس جسر على الجلد يمكنه من اختراقه فيما بعد.

كان لاكتشاف الأثر الواقي لختان الذكور على الحد من انتقال عدوى الإيدز دوى في الأوساط الطبية المعنية بمكافحة الوباء ووفر لهم وسيلة فعالة تضاف الى وسائل أخرى مثل نشر استعمال الواقي الذكرى وخلافه. وصف المسئولون في منظمة الصحة العالمية الاكتشاف بأنه يعتبر "بصيصا من النور في النفق المظلم " وأجرت دراسة لتقييم أثر التوسع في عمليات الختان على معدلات الانتشار والوفيات المتوقعة فيما لو طبق على نطاق واسع في المناطق التي ينتشر بها المرض وتقل بها نسبة الذكور المختتنين مثل أفريقيا الجنوبية، ووجدت أن الختان في تلك المنطقة سوف يمنع 5,7 مليون إصابة جديدة كما ينقذ 3ملايين إنسان من الموت [3].

 

وقاية الأطفال

ينتقل الفيروس من الأم لجنينها عن طريق المشيمة (الخلاص) أو أثناء الولادة عند تلوث الخدوش البسيطة بجلد المولود بدم الأم المصابة كما ينتقل أيضا للمولود بواسطة لبن الأم، وتزيد فرص الانتقال كلما ارتفع تركيز الفيروس (الحمل الفيروسي) في دم الأم. ولتقليل الفرص تعالج الأم المصابة بمضادات الفيروس أثناء الحمل لخفض الحمل الفيروسي ثم تعطى المضادات للمولود لفترة وجيزة. وليس لهذا العلاج آثار ضارة بالأم أو الوليد. ومن المعروف أن الرضاعة الطبيعية من الأم المصابة تحمل بعض المخاطر؛ ولذا تفضل الرضاعة الصناعية شريطة توافر الإمكانيات المادية بعد تعقيمه. يتم شفط اللبن من الثدي في زجاجة توضع في حمام مائي ساخن لمدة عشرين دقيقة وبذلك يتم تعقيمه.

الوقاية أثناء الحقن

يتبقى بعض الدم في المحقن وفراغ الإبرة بعد الحقن فإذا استُخْدِم مرة أخرى انتقل الدم الملوث للشخص الآخر. ويُنصح باستخدام المحقن لمرة واحدة يتم التخلص منه فورا بطريقة آمنة. وقد ينتقل المرض عن طريق إبر الوشم وآلات الطهارة وأمواس الحلاقة خاصة في وجود بقايا من دم المريض عليها وينبغي تعقيمها أو غسلها عقب كل استعمال.

وقاية العاملين في المجال الصحي

 قد يتعرض العاملون في المجال الصحي لانتقال الفيروس إذا ما لامسوا سوائل المريض أو تعرضوا لوخزة إبرة أو مشرط أو أي من الآلات الجارحة أثناء العمل، ويتحتم اتباع التعليمات المستديمة التي أصدرتها السلطات الصحية في كيفية الحماية من اكتساب الأمراض التي تنتقل عن طريق السوائل (ومن ضمنها فيروس الإيدز) بكل دقة ومجملها:

  • تجنب ملامسة الدم والسوائل بدون حائل (جوانتي مثلا) ومراعاة نفس الاحتياطات عند الغيار على الجروح والقرح.
  • غسل الأيدي جيدا بالماء الدافئ والصابون قبل استخدام المطهرات.
  • ينطبق نفس الشيء على العاملين في التحاليل الطبية.
  • التخلص الفوري من أية مناشف أو ضمادات شاش تكون ملوثة بالدم أو السوائل كما يتم غسيل الملابس الملوثة بالماء الساخن قبل تطهيرها بالمطهرات.

 

المشــورة

  تلعب المشورة دورا أساسيا في الوقاية، وفيها يتم توجيه المرضى وأسرهم ومخالطتهم لأنسب الطرق التي تحد من انتشار العدوى وتوضح لهم كيف يستطيع المصاب ممارسة الحياة الطبيعية مندمجا مع المجتمع، كما تهتم المشهورة بالمحافظة على صحة المريض وتوضح له أساليب الوقاية من مضاعفات المرض والعلاج المناسب للمرحلة.

يقدم المشهورة متخصصون على درجة عالية من التدريب في صورة اجتماعات مع المريض أو أسرته ومخالطيه بهدف الإجابة عن أية تساؤلات فيما يختص بالمرض والإرشاد والتوضيح بأسلوب علمي صحيح مبسط في جو الاحترام والثقة والخصوصية، وعادة ما تتكرر الجلسات (الاجتماعات) طبقا لبرنامج محدد أو كلما دعت الحاجة. ويقدم برنامج الإيدز الوطني المصري الذي أسس بالتعاون بين وزارة الصحة وإسكان ومنظمة الصحة العالمية ـخدمة المشهورة للمرضى إلى جانب خدمات كثيرة أخرى في مجالات توعية المواطنين وإجراء الفحص الطوعي لمن يرغب (مع ضمان الرية التامة لأسم وصفة طالب التحلل) كذا الإجابة عن تساؤلات المواطنين عن طريق الاتصال التليفوني فيما يتعلق بجميع الأمراض المنقولة جنسيا بما فيها الإيدز.

 

الطعم الواقي

لعب التطعيم ضد الأمراض عامة دورا محوريا في الحد من انتشار كثير من الأوبئة التي كانت تشكل رعبا للبشرية مثل الكوليرا والتيفود والجدري وشلل الأطفال والسعال الديكي والحصبة والدرن. وفور طهور وباء الإيدز بدأ العلماء دراسة كيفية عمل طعم واق. واجه المختصون العديد من الصوبات وتغلبوا على الكثير منها ولكن لاتزال هناك مشاكل تمنع وجود طعم واحد قادر على الوقاية من كل السلالات الفيروسية التي تتكون أثناء عملية التكاثر (وتعد بالملايين).

 

المشاكل الاجتماعية لمرضى الإيدز

الوصمة والتمييز واعزل ولإبعاد من أكثر المشكلات التي يجابهها مرضى الإيدز في تعاملاتهم مع المجتمع. فالإصابة العدوى بسلوكيات ترفضها وتدينها أغلب المجتمعات. والنتيجة المباشرة لذلك التمييز الاجتماعي بين المصاب والسليم، فكم من مرضى فُصِلوا من أعمالهم أو هجرهم الأصدقاء وأفراد الأسرة عقب ذيوع خبر إصابتهم، ووصل الأمر في بعض الأحيان لقتلهم خلاصا من أشاكلهم. امتد التمييز ليمل أيضا الأطفال الأبرياء الذين لم يكن لهم يد في إ صابتهم، وشمل فرصهم في التعليم وتوزيع المعونات والرعاية النفسية والصحية وطبق عليهم كل ما يخالف حقوق الإنسان. تشكل كل من الوصمة والتمييز عائقا أمام استراتيجيات مكافحة الوباء أبسطها إحجام الأفراد عن إجراء فحوص الإيدز خوفا من انتقالهم لمجوعة "الخراف السوداء" لو جاءت نتيجة التحليل إيجابية. تحاول الجهات المعنية بالمكافحة محاربة التمييز بشتى الطرق وحث أفراد المجتمع على تبني نظرة منصفة مبينة على أساس أن المريض في محنة ويحتاج إلى مساعدة والمواساة بدلا من العزل والزجر. وقد يستغرق تكريس ذلك التوجه الكثير من الوقت، فالإنصاف ليس من الشيم المطبوعة في البشر

 

[1] Gray RH et:.Male circumcision for HIV prevention in men in Rakia, (1)

Uganda: a randomized trial. Lancet. 2007 Fed 24; 369(9562):657-66.

 

[2] Baily RC et al: Male circumcision for HIV prevention in young men in kisumul Kenya a randomized controlled trial. Lancet. 2007 Fed 24; 369(9562):643-56

 

[3] Williams GB et al ; The potential impact of male circumcision on HIV in Sub-Sahran Africa.PLOS Med .2006 Jul;3(7):e262.