أنت كوالد متميز قمت بصياغة علاقة على أروع ما يكون مع شخص آخر رائع، علاقة لا تماثلها علاقة أخرى، وهي التي ستجلب عليكما الراحة والسعادة لبقية حياتكما، وهذا هو الجزاء الرائع الذي تتلقاه بعد كل تلك السنوات المليئة بالعمل الشاق وتغيير الحفاضات والشجار والفوضى وثورة المراهقة والليالي التي قضيتها بلا نوم وخلافه، وأنا أعدك أن الأمر يستحق الجهد المبذول فيه وأكثر.

وفجأة ستجد أن لديك أبناءً بالغين يرغبون في قضاء الوقت معك، ويستمتعون بصحبتك ويرغبون في سماع آرائك، وهم في داخلهم لا يزالون يرغبون في أن يحظوا منك بالقبول، حتى وإن كانوا لا يريدون نصائح صريحة كما رأينا، لكن لا ضير في هذا؛ لأنك ستكون فخوراً بحق بالطريقة التي يرون بها حياتهم مهما كانت.

وأفضل الآباء الذين أعرفهم _ ممن لديهم أبناء بالغون _ يقضون الوقت وهم يتحدثون عن الصفات التي تعجبهم في أبنائهم، وكيف أنهم يتمنون لو أنهم كانوا على نفس القدر من الثقة بالنفس والتنظيم ورباطة الجأش والتفكير الصافي الذي عليه أبناؤهم الآن. وهم يقولون هذا دون أدنى إحساس بالحسد أو الغيرة. إن الآباء المتميزين يقولون عبارات كهذه والفخر يملؤهم.

حسناً، حين تصل إلى هذه المرحلة وتجد نفسك تفكر كيف أن أولادك أشخاص رائعون مدهشون، فلا تنس أن تهنئ نفسك في ما أنجزت. فلم يكونوا ليصلوا إلى ما هم عليه الآن لولاك.

وأحد المباهج التي تدرها عليك عملية إتقانك لأصول التربية السليمة هي أن أولادك سيحبونك على الدوام، وستعلم هذا دون أدنى شك، وحين يأتي الوقت الذي تحتاج فيه للاعتماد على شخص ما، حسناً، ستجد أولادك مستعدين لأن يردوا لك الحب الذي منحته إياهم على مر السنين. ليس لأنهم مضطرون لهذا وليس لأنهم يدينون لك به، وليس لأنك طلبت هذا منهم، وليس لشعورهم بأنهم مجبرون عليه؛ ل لأنهم يرغبون في هذا من أعماق قلوبهم.

إن أولادك سيحبونك على الدوام، وستعلم هذا دون أدنى شك.