يختلف حجم الطاقة الانفعالية اللازمة لمعالجة أو فكرة التغيير من شخص لآخر، ويعد هذا أحد الاختلافات الجوهرية بين الأفراد. علي سبيل المثال، قد يشعر بعض الأشخاص بالانزعاج الشديد عندما يضطرون إلي التعامل مع تغييرات الخطة التي تحدث في الدقائق الأخيرة أو عندما يضطرون إلي التعامل مع أشخاص مختلفين عن الذين اعتادوا العمل معهم. والأشخاص الذين يحتاجون إلي الوقت والمساحة النفسية للتكيف مع التغيير ليسوا قلقين بالضرورة، ومع ذلك فسترتفع فرص إصابتهم بالقلق إن لم يكن مسموحاً لهم، أو لم يسمحوا لأنفسهم، بأن يأخذوا الوقت الذي يحتاجونه إلي التكيف مع التغيير، أو إن لم يكن لديهم أي طاقة انفعالية للتأقلم مع التغييرات الصغيرة في الخطط. هل الأشخاص الذين يحتاجون إلي مزيد من الطاقة لمعالجة التغيير يكونون دائماً صارمين وغير قادرين علي التكيف مع التغييرات؟ كلا، فهم يستطيعون التأقلم بشكل جيد إذا كانت لديهم المعرفة الذاتية اللازمة للتعامل مع التغييرات بطريقة تتناسب مع طبيعتهم، كما سيعملون عموماً بشكل أفضل إذا كان لديهم في حياتهم العادات والروتين المعتاد والعلاقات التي تمنحهم مستوى أساسياً من التماسك والألفة. قد تكون تلك الأمور بسيطة، مثل تناول الطعام نفسه يومياً علي الإفطار، أو أن يكونوا طرفاً في علاقة مستقرة طويلة الأمد، أو ممارسة أنشطة محددة في عطلة نهاية الأسبوع علي سبيل الروتين. فوجد بعض العناصر المستقرة والمألوفة في الحياة يمكن أن يساعد الأفراد علي تحمل التغييرات في مجالات أخرى. وتجدر الإشارة إلي أنه يمكن أن تكون شخصاً يجد التغيير أمراً مثيراً (أي من النوع الساعي إلي الإثارة)، ولكنك في الوقت نفسه يمكن أن تجد أن هذا الأمر مرهق نفسياً، فتلك هي الطبيعة البشرية المعقدة !