لقد ذكرت من قبل الأشخاص المنسجمين وغير المنسجمين، ويُعرف الانسجام بشكل عام بأنه أحد الأبعاد الأساسية للشخصية5. ويمكن أن يكون الأشخاص القلقون إما منسجمين وإما غير منسجمين، تماماً كأي شخص آخر، ومن المهم أن تعرف أياً منهما يمثل شخصيتك. ويميل الأشخاص المنسجمون إلي إعطاء الأولوية إلي التوافق مع الآخرين، وربما لا يكونون مستعدين إلي إثارة ضجة عندما يرون مشكلات في أفكار أو خطط الآخرين. وعلي النقيض من ذلك، يقلل الأشخاص غير المنسجمين بطبيعتهم من أهمية التوافق مع الآخرين ولا يستثمرون بما يكفي في تكوين العلاقات 6. عندما تتعرف علي ميلك الطبيعي، يمكنك وضعه في اعتبارك وتعديل استجاباتك بالشكل الذي تراه ملائماً. علي سبيل المثال، إذا كنت قلقاً وغير منسجم، فربما تقول كلمة لا أكثر مما ينبغي، فتلك طبيعتك في النهاية، وهي تدفعك إلي الحذر من الأشياء التي قد تئول حالها إلي سوء. وغالباً ما تشير أمي إلي زوجها وإليً علي أننا أشخاص "نبدأ بقول لا, ثم ربما ننتقل إلي قول نعم"، بينما هي أحد الأشخاص المنسجمين جداً، وبالتالي تبدأ تلقائياً بقول نعم وقليلاً جداً ما تنتقل إلي قول لا. إذا كنت قلقاً ومنسجماً، ربما تجد نفسك تبالغ في الالتزام بالأشياء؛ لأنك تبالغ في تقدير العواقب السلبية المحتملة لقول لا، وبوجه اعم قد تتراجع عن قول أشياء تريد أن تقولها بسبب القلق من الطريقة التي سينُظر إليك بها؛ لذا فإن المهارات المتعلمة من هذا الكتاب ستساعدك علي تحقيق التوازن بين هدفك في أن تكون محبوباً والأولويات الأخرى؛ مثل تنظيم جدول مواعيدك والإدلاء برأيك بحرية. وسواء كنت منسجماً أو غير منسجم بطبيعتك، يمكنك أن تظل متسقاً مع طبيعتك العامة، وأن تطور القدرة علي التحول من تلك العقلية عندما تؤدي إلي التحيز لأمر معين، أو تتسبب في مشكلات في علاقاتك.