غالباً ما يرتبط القلق بتركيز المنع4 ، هذا يعني التركيز علي منع الأشياء السيئة من الحدوث، وعلي النقيض من ذلك يعني تركيز التعزيز أن تركز علي الوصول إلي فرص ومكافآت جديدة. وفي حين أن معظم الناس لديهم تركيز سائد، فمن الممكن أن يكون لديهم كلا النوعين بدرجة مرتفعة، ما يعني أنك مهتم جداً بطبيعتك بتجنب الأخطاء والضرر والحصول علي الفرص في الوقت نفسه، ويمكن أن يؤدي هذا إلي إحساس مستمر بالدفع إلي الأمام والتراجع إلي الخلف. في بعض الأحيان، يتم استنتاج العلاقة بين القلق وتركيز المنع للإشارة إلي أن الناس القلقين قد يكونون الأنسب للوظائف والمهن التي تكون أولوياتهم أن يكون الفرد محافظاً وحريصاً ويحافظ علي الوضع الراهن. ومن واقع خبرتي المستمدة من العمل مع الحالات، يمكن أن تؤدي تلك الأنواع من المهن في بعض الأحيان إلي أن تجعل الأمور أسوأ بالنسبة إلي الأشخاص الذين يعانون قلقاً شديداً. فعلي سبيل المثال، يتم تحفيز الأطباء علي أن يكونوا دقيقين وحريصين جداً، ويتم تنبيه الأطباء باستمرار (وعلي نحو صحيح) بأن عدم الحرص الشديد قد يؤدي إلي عواقب كارثية. ومع ذلك، فبالنسبة إلي الأشخاص المتوترين بالفعل، فإن التركيز علي الحاجة إلي الحرص طوال الوقت في بيئة العمل يمكن أن يزيد في بعض الأحيان من حدة ميولهم العامة للشعور بالتوتر والتحقق من الأشياء بشكل مفرط. لقد رأيت أيضاً هذا الأمر يحدث لأشخاص في مهن أخرى يكون فيها الاهتمام بالتفاصيل ذا قيمة ويتم المكافأة عليه، مثل تصميم الجرافيك، فالعمل في المهنة التي يتم حث الموظفين فيها علي "الاهتمام بصغائر الأمور" يؤدي في بعض الأحيان إلي تسلل تلك العادة إلي حياة الموظفين الشخصية. وإذا تعرضت لهذا الموقف، فأنت لا تحتاج إلي تغيير مهنتك، عليك فقط إدراك وفهم كيف أن المبادئ التي تساعدك علي النجاح في العمل قد لا تنطبق علي كل المواقف.