ينبغي قبل اتخاذ هذا القرار أن نؤكد أن احتمال تكرار النوبات بعد وقف العلاج قائم في نسبة من الحالات مهما كانت منطقية الاعتبارات التي دعت الى اتخاذ هذا القرار، ولقد كانت القاعدة المعمول بها قديماً، تقضي بإمكانية وقف المعالجة الدوائية للصرع تدريجيا إذا أمكن السيطرة التامة على النوبات لمدة عامين متتالين على الأقل، لكن المعلومات المتاحة حالياً أثبتت عدم صحة هذا القرار على اطلاقه, ذلك لأن بعض أنماط الصرع مثل «الصرع الحميد لدى الأطفال المصحوب بتغيرات صرعية في تخطيط كهربا۶ الدماغ صادرة من مركز المخ والفصين الصدغيين». قد لا تحتاج الى معالجة طويلة المدى لأنها تتوقف تلقائياً بعد تجاوز الطفل للمرحلة العمرية التي تشيع خلالها، ومن ناحية أخرى فإن بعض الأحوال الصرعية تلازم المريض طيلة حياته، وانضباط النوبات لدى المريض لا يعني شفايه من المرض المزمن، وبالتالي فإن وقف العلاج يعرضه لنوبات متكررة قد تهدد حياته، فعلى سبيل المثال فإن المريض المصاب بتشوهات شريانية وريدية بالمخ قد يمكن السيطرة على النوبات لديه بمضادات الصرع لعدة سنوات، لكنه يظل معرضاً لخطر النوبات إذا أوقف العلاج.
أثبتت إحدى الدراسات أن سحب مضادات الصرع تدريجيا' في مجموعة من مرضى الصرع بعد ضبط النوبات لديهم لمدة أربع سنوات على الأقل، قد أدى إلى تكرار النوبات في نحو ربعهم٠ بينما عاودت النوبات ٦% فقط ممن لم يتوقفوا عن تعاطي مضادات الصرع.
في دراسة أخرى أجريت على أكثر من ألف مريض أمكن ضبط النوبات لديهم لمدة عامين على الأقل، قسموا عشوائياً إلى مجموعتين: إحداهما استمرت في تعاطي مضادات الصرع بانتظام، بينما أوقف العلاج تدريجياً في الأخرى. وقد بلغ معدل تكرار النوبات في المجموعة الأولى نحو ١٢% بينما وصل إلى ٤١%في المجموعة الثانية.
أهم العوامل التي تسهم لي نجاح سحب مضادات الصرع بعد السيطرة على النويات لعدة سنوات ما يلي:
* المرضى المصابون بنوع واحد من النوبات.
* فحص الجهاز العصبي لم يكشف عن علامات عصبية.
* إذا كان معامل الذكاء (حاصل الذكاء) طبيعياً.
* إذا كان تخطيط كهرباء الدماغ طبيعياً بعد العلاج. 
* ينبغي أن نزن ««فوائد سحب أدوية الصرع» في مقابل « احتمال تكرار النوبات في ٢٠- ٣٠/محل الحالات (وها يمكن أن يتعرض له المريض من فقدان وظيفته أو احتمال الإصابة والأذى).
* ينبغي تجنب التوقف المفاجئ عن تعاطي مضادات الصرع لأنه قد يؤدي إلى "نوبات ناجمة عن سحب الدواء)) أو «حالة صرع مستمر)) تعرض المريض لخطر داهم. لذلك ينصح بسحب الأدوية تدريجياً على مدى بضعة أشهر (عادة تتراوح فترة سحب الأدوية المضادة للصرع بين ستة أسابيع وستة أشهر).