إن كلمة «يوغا» (yoga) مرتبطه بالكلمة الإنكليزية «يوكي» (yoke) أي النير. اليوغا هي اتحاد الجسد، العقل والروح اتحاد شخصيتك مع ذلك الذكاء الرباني الذي ينسق كل ما في الكون. فاليوغا هي حالة الخلق التي تكون فيها العناصر المكونة لتركيبك العضوي البيولوجي في حالة تفاعل متآلف مع عناصر الكون. وأن تكون في هذه الحالة، يعني أن تعيش السعادة العاطفية، النفسية والروحية الرفيعة وستلاحظ أن جميع رغباتك تتحقق بشكل أكبر. في اليوغا وهي حالة الاتحاد مع الروح تكون رغباتك ورغبات الطبيعة واحدة؛. وعندما تشارك في عملية الإبداع مع الوجود المطلق، تزول مخاوفك وتشعر بنوع من السعادة والفرح. وسيكون هناك تفتح وإزهار عقوبي للحدس، البصيرة، الخيال، الإبداع، المضمون والهدف.

تتخذ عندها الخيارات الصحيحة التي لا تفيدك وحدك بل تفيد كل شخص يتأثر بها. عندما يقول السيد المسيح في إنجيل متى: <<أن نيري سهل، وحملي خفيف» ، فهو يعبر عن المبدأ الجوهري لليوغا. فقد انسجم ذكائه مع ذكاء الكون، وانسجمت إرادته مع الإرادة الإلهية.

تقليدياً، هناك أربعة أنواع من اليوغا: «غيان» (Gyan) «بهاكتى» ، (Bhakti) «كارما» (Karma) و «راجا» (Raja). يوغا غيان هي يوغا الفهم. ويوغا الفهم هي يوغا العلم كذلك. (والعلم قبل كل شيء، هو معرفة قوانين الطبيعة). فقوانين الطبيعة هي أفكار الله. العلم هو الله ويبين الله أفكاره وقوانين الطبيعة بالعلم من خلال الجهاز العصبي البشري. والعلم ليس عدوا للوعي الروحي بل صديق مفيد على الأرجح. يكشف العلم لنا اليوم المجال اللاموضعي الغامض حيث يرتبط كل شيء على الفور بكل شيء آخر حيث يتحول الزمان، المكان، المادة، الطاقة والمعلومات إلى حقل من الطاقات الكامنة الصرفة. هذا هو الحيز الذي ستظهر فيه الإمكانية غير المحدودة لكل ما كان، وكل ما هو قائم، وكل ما سيكون ويميز ما بين الناظر والمنظر، المراقب  والمراقب والعارف والمعروف. جرت الإشارة إلى يوغا الفهم في «أبانيشادز»! (upanishads) ى «حافة موس الحلاقة»، كما نصحونا بالسير بحذر على هذا الطريق. وعندما نكتسب الفهم لقوانين الطبيعة، نكون عرضة لخطر الغرور. فالغرور يضخم الأنا، و الأنا تحجب الروح. ويقود السعي المخلص الصادق للاكتشاف إلى الانسلاخ عن ذلك المصدر الذي كان هناك سعي حثيث إلى علاقه منسجمه معه.

حقا فالعلماء الكبار معروفين بتواضعهم، مع أنهم كلما اكتشفوا وفكوا أسرار المجهول، بدا أن ذلك المجهول أوسع وازداد غموضا. يقود التواضع إلى التساؤل، والذي يقود بدوره إلى البراءة. وتدعونا العودة إلى البراءة للدخول في الغموض الباهر للحياة والخضوع له. يمكن أن تكون يوغا المعرفة طريقا رائعا إذا كنا ناضجين بما فيه الكفاية لفهم بأن هناك اغراءات فاتنة يمكن أن توقعنا في شركها لفترة ما خلال تحولات الفكر.

النوع الثاني لليوغا هو بهاكتى - أي يوغا الحب والإخلاص. والبهاكتى هي حب الله كما أنها التعبير عن الحب وتفتحه في كل علاقاتك. يوجد ضوء الله المقدس في كل شيء حي، بقدر ما يتعلق الأمر كذلك بوجوده، حتى في الشيء الذي نعتبره جمادا. من خلال علاقاتنا مع الآخرين، نكتشف ذاتنا العليا. ونحن نخوض هذه الرحلة، ربما نمر بمراحل من الانجذاب، الوله، الاتحاد، المودة، الخضوع، الغرام والنشوة حتى نصل أخيرا ومرة أخرى إلى مصدر الحب ومصدر الحياة.

أن يوغا الحب هي طريق رائع، لكن يجب ألا نخلط الحب مع الانهماك بالشؤون الذاتية، الأهمية الذاتية أو الشفقة الذاتية. إذا كنت تركز انتباهك على الحب، فكر به، عبر عنه، استجب إلى إيماءاته وأجعل الحب الأساس لكل خياراتك، عندئذ تكون ممارسا ليوغا بهاكتى، يوغا الحب.

يشار إلى النوع الثالث لليوغا باسم يوغا الكارما ، أن التعبير المطلق عن يوغا الكارما هو الإدراك بأن كل عمل ينتمي إلى الوجود الأسمى. عندما يكون لديك موقف داخلي بأن كل أفعالك تنبع من الله وتنتمي إلى الله، تكون عندئذ؛ يوغي الكارما. والحوار الداخلي الذي يدور في خلد يوغي الكارما هو: »إنني وسيلة للوجود الأبدي غير المحدود. وكل نفس من أنفاسي، كل فعل من أفعالي هو حركة مقدسة من الله . تأتي أفكاري وأفعالي من الله وتعود إلى الله». تقود الممارسة الحقيقية للكارما إلى انفصالى تلقائي عن النتيجة واهتمام واحد مركز خلال ممارستك لأفعالك. والفعل من مستوى الوعي هذا غير مقيد؛ بل أنه، يحررك ويساعدك مباشرة على الإدراك بأنك مخلوق أبدي في رحلة كونية. ليس لدى يوغيي الكارما أي اضطراب لأنه ليس لديهم أي قلق. ويعرف ممارسي يوغا الكارما بأن الله يقوم بالعمل ويهتم بالنتائج ويعرف النوع الرابع بيوغا الراجا، وهو الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب يشار إلى يوغا الراجا بشكل متكرر بأنه الطريق الملكي أو الطريق المهيب إلى اليوغا لأنه غني وغزير المعرفة والخبرة- ويمكن ممارسة يوغا الراجا من قبل أي شخص بقليل من التدريب فقط.

أن يوغا الراجا هي الطريق إلى الاتحاد من خلال الممارسات التي تقود وعيك روحيا % نحو الداخل. أن جوهر يوغا الراجا هو اندماج الجسد، العقل والروح من خلال تقنيات وتعزز التنسيق بين العقل الجسد.

توقظ هذه التقنيات التوازن، الرشاقة، القوة وتطور الوعي المركز حتى في وسط الفوضى والاضطراب. كما أنها تحسن صحتك الطبيعية وصفاءك الذهني بينما ترفع من أحاسيس إدراكك. وكنتيجه لهذه الممارسات، تصبح قادرا على الشعور بحيويه أكثر وتمتلك قدرة جسدياً وعقلياً أفضل. يصبح لدى ممارسي يوغا الراجا متعة أكبر بالحياة، في الوقت الذي تصبح فيه الحماسة والطموح تجربه يومية.

تساعدك يوغا الراجا على ممارسة أنواع اليوغا الأخرى بسهولة أكبر، ودون جهد وبسعاد كذلك. عندما تشعر بالحيوية الجسدية، والاستقرار العاطفي، والتركيز نفسيا، تكون قدرتك ورغبتك على الحب والتعبير عن الرحمة المتأصلة فيك أوسع. وتصبح أكثر قدرة؛ على الرضوخ لإرادة الله وتبدأ رحلة لا تنتهي من المعرفة.

بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بأن الله صعب إيجاده، نشجعهم على قراءة هذا الكتاب والبدء بتطبيق مبادئه. وستكتشف أنه ليس صعبا أن تكتشف وجود الله. من المستحيل تجنب الله، لأنه موجود في كل مكان