إن انتشار مراكز وجلسات اليوغا على امتداد العالم الغربي هو تقدير لقوة اليوغا التي ما من شك بأنها تنشط العافية البدنية. تقدم دور اليوغا للطلاب في مدن في أمريكا الشمالية، أوروبا، وأستراليا، قدرا كبيرا من التقنيات والأساليب المصممة لتعزيز اللياقة البدنية. ويمكن أن تزيد جلسات اليوغا من مرونتك، وتقوي عضلاتك، وتحسن حالتك، كما تنشط دورتك الدموية. حاليا، تدرج البرامج الرياضية ابتداء من الألعاب البدنية وانتهاء بكرة القدم رياضة اليوغا وذلك لنهجها المنظم بمنح المرونة للعضلات، الأوتار، والمفاصل. غالبا ما يذهل الباحثين عن اللياقة بالسرعة التي يمكن أن تتحسن بها وتيرة عملهم لدى إضافة تمارين اليوغا إلى رياضاتهم.

لو زودتنا ممارسة اليوغا بتلك الفوائد الجسدية فقط، فهذا الأمر سيبرر تماما وجودها ومكانتها في حياتنا- وبكل الأحوال، فإن اليوغا بجوهرها هي أكثر من كونها نظام للياقة البدنية. إنه علم للعيش المتوازن، وطريق لإدراك الإمكانيات البشرية الكاملة. في هذه الأيام المضطربة والعصيبة التي نعيشها، تقدم لنا رياضة اليوغا المرساة لحياة أكثر هدوء، وتمكن الأشخاص الذين يعيشون في عالم تقني معاصر من البقاء مرتبطين بطبيعتهم الإنسانية الفطرية. كما تتعهد اليوغا بإبقائنا مركزين وسط الاضطراب والتشتت الذي نعيشه.

إن الغاية الجوهرية من رياضة اليوغا هي دمج جميع أشكال الحياة البيئية، المادية، العاطفية، النفسية والروحية. وكلمة اليوغا مشتقة من الجذر السنسكريتي (yuj)، والتي تعني «الضم أو التوحيد». كما أنها مرتبطة بالكلمة الإنكليزية (yoke) أي النير2- فالمزارع الذي يزج بثورين ليجرا محراثه فهو بذلك يؤدي عمل يصب في .جوهر التجربة الروحية. تعني اليوغا في جوهرها اتحاد، اتحاد الجسد، العقل والروح؛ اتحاد الأنا والروح؛ اتحاد الدنيوي مع المقدس.